أبو العتاهية

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أبو العتاهية إسماعيل
رسمٌ تخيُّليّ لِلشاعر أبي العتاهية.

معلومات شخصية
الميلاد 130هـ/747م
عين التمر بالقرب من كربلاء
الوفاة 3 جمادى الآخرة سنة 211هـ أو 213هـ،826م
بغداد
الجنسية عربي
الكنية أبو إسحاق
اللقب أبو العتاهية
الديانة الإسلام
الحياة العملية
المهنة شاعر
بوابة الأدب

إسماعيل بن القاسم بن سُويد العنزي[1] أبو إسحاق، وهناك رأيان في نسبه، الأول أنه مولى عنزة والثاني «أنه عنزي صليبة وهذا قول ابنه محمد وما تأخذ به عدد من الدراسات الأكاديمية»[2][3][4][5]، ولد في عين التمر سنة 130هـ/747م.[6][7] ثم انتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد. يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.

سبب تسميته

أبو العتاهية كنية غلبت عليه لما عرف به في شبابه من مجون [8] ، وقيل أطلقها عليه الخليفة المهدي بقوله: «أَراك مُتَخلِّطاً مُتَعتِّهاً» [9]، وقيل بل كان له ولد اسمه «عتاهية» وأنكر بعضهم ذلك [10] ، وقيل لحبه المجون والخلاغة في أوائل حياته، ثم كف عن ذلك ومال إلى التنسك والزهد، وانصرف عن ملذات الدنيا والحياة، وشغل بخواطر الموت، ودعا الناس إلى التزوّد من دار الفناء إلى دار البقاء.[11]

اتصاله بالخلفاء

كان أبو العتاهية في بدء أمره يبيع الجرار [12] ، ثم قدم من الكوفة إلى بغداد مع إبراهيم الموصلي، ثم افترقا ونزل الحيرة، ولم يكن الخليفة المهدي قد سمع بذكره حتى قدم بغداد [13] ، فاستدعاه إلى قصره، واستمع إلى شعره فأعجب به ونال رضاه، وعلت مكانته عنده، واتفق أن عرف (عتبة) جارية الخليفة المهدي. فأولع بها وطفق يذكرها في شعره، فغضب الخليفة المهدي وحبسه، ثم لما توفي المهدي هجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة هارون الرشيد، فسجنه مع أحد المتهمين ممن حكم عليه بالقتل، فلما قتل أمامه قيل له هل تعود إلى الشعر أو يفعل بك مثله، فقبل أن يعود إلى الشعر [14]، لكن الرشيد أبطأ في إخراجه من السجن فكتب إليه يقول:

تفديك نفسي من كل ما كرهت
نفسك إن كنت مذنباً فاغفر
يا ليت قلبي لديك صور ما
فيه لتستيقن الذي أضمر

فرق له، ووقع في رقعته: لا ‌بأس عليك، فاطمأن إلى ذلك. ثم تمادى مكثه في الحبس فكتب إليه:

كأن الخلق ركب فوق روح
له جسد وأنت عليه رأس
أمين الله إن الحبس ‌بأسٌ
وقد وقعت: ليس عليك ‌بأسُ

فأمر بإطلاقه.[15] ، ولكن أبو العتاهية آثر العزلة والزهد في الدنيا والتذكير بالآخرة، وسخر شعرة لهذا الغرض، وبقي على ذلك مدة خلافة الرشيد والأمين وأكثر أيام المأمون حتى وفاته سنة 211 هـ. ببغداد.[16][17] ويتميز شعره بسهولة الألفاظ ووضوح المعاني، ويمثل روحية فقير هجر الحياة وملذاتها وسلك طريق الآخرة.[17][18][19]

اتهامه بالزندقة

رُمي أبو العتاهية كغيره من الشعراء والأدباء بتهمة الزندقة والمانوية، مع ما بينهم من التفاوت في ثبوتها واعترافهم بها، إلا أن أبو العتاهية يختلف كثيراً عن غيره، فقد سخر شعره لرد تلك التهم ونفيها عن نفسه، وهذه التهم وإن كانت قليلة في المصادر المتقدمة، كما في الأغاني للأصفهاني، وطبقات الشعراء لابن المعتز، إلا أن بعض كتاب التاريخ في العصر الحديث أشاعوا تلك التهم وحاولوا اثباتها وصرفها عن سياقها وواقعها التاريخي دون أن يوردوا نفيه لها من خلال شعره، وأنها في الحقيقة كانت تُعبر عن فترة متقدمة يسيرة من حياته قبل أن يتحول عنها. ومن اللافت للنظر أن الأصفهاني نفسه أورد دفاع أبو العتاهية عن نفسه حيث قال: " زعم الناس أني زنديق، والله ماديني إلى الله إلا التوحيد، فقيل له: فقل شيئاً نتحدث به عنك؛ فقال:[20]

ألا إننا كلنا بائد
وأي بني آدم خالد
ومبدؤهم كان من ربهم
وكل إلى ربه عائد
فيا عجباً كيف يعصي الإله
أم كيف يجحده الجاحد
ولله في كل تحريكة
وفي كل تسكينة شاهد
وفي كل شيء له آية
تدل على أنه واحد

وقال في الإيمان بالقضاء والقدر واليوم الآخر:[21]

كل نفس ستوافي سعيها
ولها ميقات يوم قد وجب
جفت ‌الأقلام ‌من قبل بما
حتم الله علينا وكتب
يهرب المرء من الموت وهل
ينفع المرء من الموت الهرب
كل نفس ستقاسي عاجلاً
كُرب الموت فللموت كرب
أيها ذا الناس ما حل بكم
عجباً من سهوكم كل العجب
وسقام ثم موت نازل
ثم قبر ونزول وجلب
وحساب وكتاب حافظ
وموازين ونار تلتهب
وصراط من يزل عن حده
فإلى خزيٍ طويل ونصب

ثناء العلماء عليه

  • قال المبرد: «حدثني محمد بن البصري قال: كان أبو ‌العتاهية، لسهولة شعره وجودة طبعه فيه، ربما قال شعراً موزوناً ليس من الأعاريض المعروفة، وكان يلعب بالشعر لعباً، ويأخذ كيف شاء» [22]
  • وقال الفراء: «دخلت على جعفر بن يحيى فقال لي: يا أبا زكريّا، ما تقول فيما أقول؟ فقلت: وما تقول أصلحك اللّه؟ قال: أزعم أنّ أبا العتاهية أشعر أهل هذا العصر، فقلت: هو واللّه أشعرهم عندي» [23]
  • وقال أبو نواس: «والله ما رأيته قط إلا توهمت أنه سماويٌّ وأنا أَرْضِيٌّ» [24]
  • ابن الأعرابي: «والله ما رأيت شاعرا قط أطبع ولا أقدر على بيت منه، وما أحسب مذهبه إلا ضرباً من ‌السحر» [25]
  • سلم الخاسر: عن رجاء بن سلمة قال: قلتُ لِسَلم الخاسر: مَن أشعر النَّاس؟ قال: «إن شئتَ أخبرتكَ بأشعر الجنِّ والإنس! فقلت: مَن؟ قال: أبو العتاهية». وأنشدني له:[26]
سكنٌ يبقى لها سكَنُ
ما بهذا يؤذِنُ الزَّمنُ
نحنُ في دارٍ يُخبِّرنا
عن بَلاها ناطقٌ لَسِنُ
دارُ سوءٍ لم يَدُم فرحٌ
لامرئٍ فيها ولا حزَنُ
في سبيل الله أنفُسُنا
كلُّنا بالموتِ مُرتَهَنُ
كلُّ نفسٍ عند مِيتَتِها
حظُّها مِن مالِها الكَفَنُ
إنَّ مالَ المرء ليس له
منهُ إلا ذِكرُه الحسَنُ

شعره وخصائصه الفنية

مر أبو العتاهية بمرحلتين متباينتين من حياته هما مرحلة الشباب واللهو ومرحلة الزهد والتقشف، ففي الأولى كانت أغراض الغزل– وهي قليلة جداً - ، وفي المرحلة الثانية انحصرت اغراضه الشعرية في الحكم والزهديات، وقليل من الرثاء والمدح. وفيما يلي بعض الأمثلة على اغراض شعره:

الغزل

يكاد ينحصر غزل أبو العتاهية في وصف معشوقته (عتبة) جارية المهدي ومن ذلك قوله:[27]

إِخوَتي إِنَّ الهَوى قاتِلي
فَيَسِّروا الأَكفانَ مِن عاجِلِ
وَلا تَلوموا في اتِّباعِ الهَوى
فَإِنَّني في شُغُلٍ شاغِلِ
يا مَن رَأى قَبلي قَتيلاً بَكى
مِن شِدَّةِ الوَجدِ عَلى القاتِلِ
بَسَطتُ كَفّي نَحوَكُم سائِلاً
ماذا تَرُدّونَ عَلى السائِلِ
إِن لَم تُنيلوهُ فَقولوا لَهُ
قَولاً جَميلاً بَدَلَ النائِلِ
أَوكُنتُمُ العامَ عَلى عُسرَةٍ
مِنهُ فَمَنّوهُ إِلى قابِلِ

وقوله "

مَن كانَ يَزعُمُ أَن سَيَكتُمُ حُبَّهُ
أَو يَستَطيعُ السَترُ فَهوَ كَذوبُ
الحُبُّ أَغلَبُ لِلرِجالِ بِقَهرِهِ
مِن أَن يُرى لِلسِرِّ فيهِ نَصيبُ
وَإِذا بَدا سِرُّ اللَبيبِ فَإِنَّهُ
لَم يَبدُ إِلّا وَالفَتى مَغلوبُ
إِنّي لَأَحسُدُ ذا هَوىً مُستَحفِظاً
لَم تَتَّهِمهُ أَعيُنٌ وَقُلوبُ

المدح

لم يكثر أبو العتاهية من المدح في شعره، فلم ينقل عنه الا القليل الذي خص به بعض خلفاء بني العباس، ومنه قوله في الخليفة هارون الرشيد:

إمام الهدى أصبحت بالدين معنيّا
وأصبحت تسقي كل مستمطرٍ ريّا
لك اسمان شُقَّا من رشادٍ ومن هدى
فأنت الذي تُدعي رّشيداً، ومهديا
إذا ما سخطت الشيءَ كان مُسخطاً
وإن ترضَ شيئاً كان في الناس مرضيّا
بسطتَ لنا شرقاً وغرباً، يدُ العلى
فأوسعتَ شرقيّاً وأوسعتَ غربياً
وَوَشيتَ وَجهَ الأَرضِ بالجودِ والنَّدى
فَاوسعتَ شَرقِياً، وأوسعتَ غَريباً
وَأنتَ أميرُ المُؤمنينَ فَتى التُقى
نَشَرت من الإحسان ما كان مطويا
قضى الله أن يبقى لهارون مُلكه
وَ كان قضاء الله في الخلق مقضيا
تجلت الدنيا لهارون بالرضا
وأصبح نقفور لهارون ذميا

وقال أيضا:

وهارُونُ ماءُ المُزْنِ يَشفي من الصّدى
إذا ما الصّدي بالرّيقِ غَصّتْ حَناجرُهْ
وزَحْفٌ لـهُ تَحكي البُروقَ سُيوفُهُ
وتَحكي الرّعودَ القاصِفاتِ حَوَافِرُهْ
إذا حَمِيتْ شمسُ النّهارِ تَضاحكَت
إلى الشّمسِ فيه بِيضُه وَمَغافِرُهْ
إذا نُكِبَ الإسْلامُ يوْماً بنَكْبَةٍ
فَهارونَ مِنْ بَيْنِ البَريّةِ ثائِرُهْ
ومَن ذا يَفوتُ الموْتُ والموْتَ مُدرِكٌ
كَذا لم يَفُتْ هارونَ ضِدٌّ يُنافِرُهْ

الرثاء

وهو قليل جداً في شعر أبو العتاهية ومنه رثائه في صاحبه علي بن ثابت:

أَلَا مَنْ لِي بِأنْسِكَ يَا أُخَيَّا
وَمَنْ لِي أَنْ أبُثَّكَ مَا لَدَيَّا
طَوَتْكَ صُرُوفُ دَهْرِكَ بَعْدَ نَشْرٍ
كَذَاكَ خُطُوبُهُ نَشْرًا وَطَيَّا
بكيتك يا عليَ بدرِّ عيني
فما أغنى البكاءُ عليك شيَّا
طَوتْكَ صُرُوفُ دَهْرِكَ بعد نَشْرٍ
كذاك خُطوبُه نَشْرًا وطيَّا
لَوْ نَشَرَتْ ثُوَاكَ لِيَ المَنَايَا
شَكَوْتُ إلَيْكَ مَا صَنَعَتْ إلَيَّا
كفَى حُزْنًا بِدَفْنِكَ ثُمَّ أني
نفَضْتُ تُرابَ قَبْرِكَ عن يدَيَّا
وكانَت في حياتِكَ لي عِظَاتٌ
وأنتَ اليومَ أوعظُ منكَ حيَّا

الحكم والزهديات

وهذا الغرض من الشعر يكاد يكون الأبرز في شعر إبي العتاهية، حتى لقد طغى على مسيرته الأدبية، فلا يكاد يُعرف إلا به، وقد سخره لخدمة عدد من الموضوعات كالتحذير من الدنيا وعدم الركون إليها، والتذكير بحتمية الموت، وأنه المحطة الأخيرة لكل كائن على الأرض، وأن الآخرة هي الباقية، مُستخدمًا جملة من الأساليب الشعرية المميزة، مثل: النداء، والاستفهام، والتعجب، والنهي، والأمر، إضافةً للأساليب الأخرى التي تثير وتشد استماع المُخاطب، دون إشعاره بالملل. وله بذلك ديوان مطبوع ومشهور. ومما جاء فيه من الحكم المشهورة والمتداولة على الألسن قوله:

وَما الدَهرُ يَوماً واحِداً في اختِلافِهِ
وَما كُلُّ أَيّامِ الفَتى بِسَواءِ
وَما هُوَ إِلّا يَومُ بُؤسٍ وَشِدَّةٍ
وَيَومُ سُرورٍ مَرَّةً وَرَخاءِ

وقوله:

لا تأمن الْمَوْت فِي طرفٍ وَلَا نفسٍ
وَإِن تسترت بالحُجَّاب والحرسِ
وَاعْلَم بِأَنّ سِهَامَ الْمَوْتِ قاصدةٌ
لكلِّ مدرَّع منّا ومتَّرس
مَا بَال دينك ترْضى أَن تدنّسه
وثوبك الدَّهْر مغسولٌ من الدّنسِ
ترجوا النجَاة وَلم تسلك مسالكها
إِنّ السَّفِينَة لَا تجْرِي على اليبسِ

وقوله:

نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية
طفلُ الملوك هنا، كطفل الحاشية
ونغادر الدنيا ونحن كما ترى
متشابهون على قبور حافية
[28]

وفاته

توفي أبو العتاهية في بغداد، في 3 جمادى الآخرة سنة 211هـ وقيل 213هـ، 826م.[29]

انظر أيضا

المصادر

  1. ^ "وقفـة مـع الشاعر أبـي العتاهيــة | الوحدة". wehda.alwehda.gov.sy. مؤرشف من الأصل في 2018-11-24. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-23.
  2. ^ مجلة الرسالة/العدد 984/إسماعيل بن القاسم المعروف بأبي العتاهية
  3. ^ أبو العتاهية حياته وشعره الكلية كلية التربية للعلوم الانسانية القسم قسم اللغة العربية المرحلة 3 أستاذ المادة بشائر أمير عبد السادة الفتلاوي بجامعة بابل 19/12/2016
  4. ^ نوري حمودي القيسي ، شعراء إسلاميون ج1 ص32
  5. ^ الأغاني 1-15 مع الملحق والفهارس ج2
  6. ^ السمعاني: الأنساب، ج 9 ، ص 430
  7. ^ ابن الأثير : اللباب في تهذيب الأنساب، ج 2 ، ص 370
  8. ^ الأصبهاني: الأغاني، ج 3، ص 123
  9. ^ الاصبهاني: الأغاني ، ج ٣ ، ص ١٢٣
  10. ^ ابن منظور : لسان العرب، ج 13 ، ص 513
  11. ^ الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد، ج 7 ، ص 226
  12. ^ ابن قتيبة الدينوري: الشعر والشعراء، ج 2 ، ص 543
  13. ^ السراج: مصارع العشاق، ج 2 ص 123
  14. ^ ابن العماد: شذرات الذهب، ج 3 ، ص 53
  15. ^ ابن المعتز : طبقات الشعراء ج 1 ، ص 231
  16. ^ بن قتيبة الدينوري : عيون الأخبار ، ج 1 ، ص153
  17. ^ أ ب ابن العديم: بغية الطلب في تاريخ حلب ، ج 4 ، ص 1773
  18. ^ ابن قتيبة الدينوري : عيون الاخبار ، ج 1 ، ص 153
  19. ^ ابن المعتز : طبقات الشعراء ، ج 1 ، ص 231
  20. ^ أبو الفرج الأصفهاني: الأغاني ، ج 4 ، ص 39
  21. ^ الاهتبال بما في شعر ابي العتاهية من الحكم والامثال: ابن عبد البر ، ص 53 .
  22. ^ ابن المعتز: طبقات الشعراء، ج 1 ، ص 299
  23. ^ الأصبهاني: الأغاني، ج 4، ص 268
  24. ^ الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد ، ج 7، ص 226
  25. ^ الأصفهاني: الأغاني، ج 4 ، ص 17
  26. ^ ابن عبد البر: بهجة المجالس ، ص 235
  27. ^ ابن خلكان:وفيات الأعيان،ج 1 ، ص 226
  28. ^ "من شعر أبو العتاهية". ar.islamway.net. مؤرشف من الأصل في 2021-04-03. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-09.
  29. ^ ابن كثير الدمشقي (1418هـ). البداية والنهاية (ط. الأولى). دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان. ج. 14. ص. 185.

وصلات خارجية