قرآنيون

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
القرآنيون
الدين إسلام
الأركان القرآن المصدر الوحيد للإيمان والتشريع
العقائد الدينية القريبة معتزلة · قدرية

القرآنية هي طائفة من طوائف الإسلام ترى أن القرآن هو المصدر الوحيد للإيمان والتشريع في الإسلام. يُطلَق على أتباعها القرآنيون أو أهل القرآن.[1][2][3] يعتقدُ القرآنيون أن رسالة الله في القرآن واضحة وكاملة كما هي. وبذلك يمكن فهمها تمامًا دون الرجوع إلى مصادر أخرى كالحديث. القرآنية لا تعترف بالسنة النبوية ولا الأحاديث مصدراً للتشريع. يؤكدَّ القرآنيون أن الكثير من الحديث قد يكون مُختلقاً بسبب عوامل متعددة، منها تأخر تدوين الحديث والتأثيرات السياسية. إذ أن الأحاديث كتبت بعد حوالي قرنين من وفاة النبي محمد؛ فلا يمكن، حسب زعمهم، أن يكون لها نفس وضع القرآن. كما تستدل القرآنية بكونِ القرآن هو الكتاب الوحيد الذي اجتمع كافة المسلمين على صحته، بينما الأحاديث فيها اختلاف كثير على صحتها بين الفرق الإسلامية المتعددة. كما لا يعتمد القرآنيون في العادة على علماء أهل السنة أو الشيعة لأنهم يستعينون في إستدلالاتهم بالقرآن فقط.

التسمية

مسمى قرآنيون أطلقه عليهم في الأصل المناهضون لهم، لكن قسماً من القرآنيين يرون أنه لا ضير في نسبتهم للقرآن بل إنه تشريف لهم، إذ يطلقون على أنفسهم «أهل القرآن». في حين أن القسم الآخر يتمسك بمسمى (مسلمين حنفاء) في إشارة لرفضهم للمذاهب والفرق.

النشأة

يعتبر بعض الباحثين أن فكرة إنكار السنة ظهرت لأول مرة على يد الخوارج الذين رفضوا إقامة حد رجم الزاني ومسح الخفين وغيرها من التشريعات المنقولة عبر الرواية عن الرسول والتي غير موجودة في القرآن.[4]

أما أتباع هذا المنهج فيعتقدون أنهم على النهج الصحيح والأصيل الذي كان عليه خاتم النبيين فهو متبع لما أنزله الله عليه ودليلهم في هذا الآية ﴿فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ المائدة (48), ويستدلون بآيات كثيرة أخرى ومنها ﴿كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ۝٢ [الأعراف:2].

جادل «أهل الكلام» أن المثال النبوي لمحمد «موجود في اتباع القرآن وحده»، بدلاً من الحديث.[5][6]

بعض نشاط الفقه القرآني يتحججون بروايات جاءت في كتب أهل السنة والجماعة عن كبار الصحابة على رأسهم عمر بن الخطاب رفضوا الحديث ومنعوا تداوله بين المسلمين.

في عهد العباسيين، أسس الشاعر والمتكلم والفقيه إبراهيم النظام مدرسة فكرية رفضت سلطة الأحاديث واعتمدت على القرآن وحده.[7] كان تلميذه الشهير، الجاحظ، ينتقد أيضًا أولئك الذين اتبعوا الحديث، في إشارة إلى خصومه الحديثين باسم «النابتة».[8]

في مصر في أوائل القرن العشرين، قال الباحث محمد توفيق صدقي من مصر إنه لم يتم تسجيل أي شيء من الحديث إلا بعد انقضاء وقت كاف للسماح بتسلل العديد من التقاليد السخيفة أو الفاسدة."كتب محمد توفيق صدقي مقالاً بعنوان "الإسلام هو القرآن وحده" الذي ظهر في مجلة المنار المصرية، والذي يقول إن القرآن يكفي كتوجيه: "ما هو واجب على الإنسان لا يتجاوز كتاب الله. إذا كان أي شيء آخر غير القرآن كان ضرورياً للدين،" يلاحظ صدقي، "كان النبي قد أمر بتسجيلها كتابة، وكان الله يضمن الحفاظ عليها." [9][10]

أما في العصر الحديث فظهرت فكرة إنكار السنة في الهند في فترة الاحتلال الإنجليزي على يد أحمد خان الذي فسر القرآن بالرأي المحض، ووضع شروطا تعجيزية لقبول الحديث مما جعله ينكر أغلب الأحاديث. ثم تلاه عبد الله جكرالوي في باكستان الذي كان يشتغل بدراسة الحديث، من ثم اصطدم بالعديد من الشبهات حوله، فتوصل في النهاية لإنكار كافة الاحاديث وأن القرآن هو ما أنزله الله على الرسول محمد، وأسس جماعة تسمى أهل الذكر والقرآن التي دعا من خلالها إلى أن القرآن هو المصدر الوحيد لأحكام الشريعة وألف في ذلك كتباً كثيرة. وتبنى نفس الفكر أحمد الدين الأمرتسري مؤسس جماعة أمة مسلمة التي كان يدعو فيها لأفكاره. وأخيرا غلام أحمد برويز حيث كان تفسير إحدى الآيات القرآنية سببا في تحوله لفكر القرآنيين فيقول:

«ذات يوم كنت أطالع التفسير فمررت بقوله - تعالى - : ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها الأحزاب:69، وقد ذكر القرآن تفصيل هذا الإيذاء من عناد بني إسرائيل لموسى - - وطلبهم ما لا يحتاجون إليه... غير أني وجدت في تفسير هذه الآية حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري والترمذي من اتهام بني إسرائيل موسى بالبرص، وفرار الحجر بثيابه، وضرب موسى الحجر بعصاه، فارتعدت فرائصي، واستغرقني التفكير، وتوالت عليَّ الشبهات واحدة تلو الأخرى»

، ثم بدأ يدعو لأفكاره من خلال مجلة طلوع الإسلام التي أسسها لهذا الغرض. ولا تزال أفكار هذة الحركات متواجدة في شبه القارة الهندية إلى الآن.[11]

يَعتبِر د. أحمد صبحي منصور أن جذور القرآنيين بدأت منذ حركة الشيخ محمد عبده الإصلاحية عام 1905[12] فيقول أن «محمد عبده رفض الحديث والتصوف وانتقد البخاري وأنكر الشفاعة، ولكن تلميذه محمد رشيد رضا خالف مبادئه وتعاون مع السلفية وهو أستاذ لحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين»، واستطرد قائلا أن آثارا من مدرسة محمد عبده «ظلت باقية وآخر من كان فيها الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق الذي توفي في ستينات القرن الماضي وكنت لا أزال طالبا في التعليم الأزهري، وقبله الشيخ مرتضى المراغي شيخ الأزهر في الأربعينات، وكان الشيخ محمود شلتوت حين ذاك مديرا لمكتبه».[13]

وقد كانت بداية الدكتور منصور من خلال عمله بالتدريس في الأزهر عام 1977 ولكنه اصطدم بعلماء الدين السنة من الصوفية والسلفية الذين اضطهدوه وانتهى الأمر بفصله عن العمل عام 1987 وإدخاله السجن شهرين في نهاية نفس العام متهما بإنكار السنة. عمل بعدها بشكل مستقل يدعو لأفكاره من خلال كتبه ومقالاته وأبحاثه وندواته في مركز ابن خلدون وغيره.[14] يقول د. منصور: «أصبحنا مجموعة كبيرة من أساتذة جامعات ومحامين وغير ذلك، وازداد التعاطف معنا، وكنت قبلها أخطب في مساجد القاهرة وغيرها».[15] في عام 2002 أضطر للهجرة لأمريكا لاجئا سياسيا بعد إغلاق مركز ابن خلدون وموجة اعتقال شملت صفوف النشطين من القرآنيين أدخلتهم السلطات المصرية السجن بتهمة ازدراء الأديان. بعدما استقرت أحواله في أمريكا ظهر على ساحة الإنترنت العربي داعيا لمنهجه الجديد، فأسس المركز العالمي للقرآن الكريم "IQC" في ولاية فيرجينيا وموقعه على الإنترنت أهل القرآن ومن خلاله بدأ ينشر مقالاته وكتبه وأبحاثه للتعريف بمنهجه والدعوة إليه.[14]

المنظمات القرآنية

أهل القرآن

أهل القرآن هي منظمة شكلها عبد الله شقرلاوي، الذي وصف القرآن الكريم بأنه «أحسن الحديث»، وهذا يعني الحديث الأكثر مثالية وبالتالي أستنتج أنه لا يحتاج إلى أي إضافة.[16] تعتمد حركته بالكامل على فصول وآيات القرآن. كان موقف شقرلاوي هو أن القرآن نفسه كان المصدر الأكثر مثالية للتقاليد ويمكن متابعته بشكل حصري. وفقًا لشقرالوي، يمكن أن يتلقى محمد شكلاً من أشكال الوحي الديني، وهو القرآن. يجادل بأن القرآن كان السجل الوحيد للحكمة الإلهية، المصدر الوحيد لتعاليم محمد، وأنه حل محل كامل مجموعة الأحاديث، التي جاءت لاحقًا.[16]

إزجي أمل

هذه منظمة قرآنية في كازاخستان.[17][18]

الجمعية القرآنية الماليزية

تأسست الجمعية القرآنية الماليزية على يد قاسم أحمد.[19]

زومراتول جاميو مومن

زومراتول جاميو مومن هي حركة قرآنية في ولاية أوجون، نيجيريا. تعتبر المجموعة الأحاديث شركاً. تؤمن المجموعة بتفنيد عقيدة الحديث، ونقل رسالة القرآن وحدها لغير المسلمين ودعوتهم إليها، وبذل الجهود لدمج المتحولين الجدد في المجتمع الإسلامي، وتجنيد القوى العاملة وتوفير التدريب للعاملين في الدعوة.[20]

المنهج القرآني

بهذه الآية القرآنية التالية ينبني كل منهاج أهل القرآن حيث يقول الله:﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ۝٩.[21] ؛ فمنهج القرآنيين يعتمد في تدبر القرآن على المنهج العقلي بفهم القرآن بالقرآن؛

ويرفضون كلمة تفسير القرآن حيث يعتقدون أن التفسير يكون للشيء الغامض أو المعقد بينما القرآن ميسر للفهم والتدبر كما هو مذكور في القرآن نفسه. كما يرفض القرآنيون روايات أسباب النزول أو التفسيرات المذكورة في كتب التراث، فهم يرون أن عامة المسلمين يقدسون تفسيرات التراث وروايات أسباب النزول حتى وإن تعارضت مع القرآن فيقدمون كلام البشر المشكوك بصحته وسنده على كلام الله المقطوع بصحته.

وحول فهم القرآن بالقرآن فيعمل القرآنيون على فهم مصطلحات القرآن في المواضع المختلفة منه لفهم وتدبر ما تشابه منه. كما لا يعتمد القرآنيون بأقوال السلف أو إجماع العلماء أو القياس وغيرها من مصادر التشريع الإسلامي السنية أو الشيعية [22] أو غيرهما من الفرق التي يطلق عليها القرآنيون مسمى الأديان الأرضية، ومن هذا المنطلق فإنهم يخالفون الفكر الإسلامي السائد منذ عصر الإمام أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل فيرى القرآنيون أنه فكر حرفي متطرف ومخالف للإسلام الصحيح.

الأفكار والمعتقدات

لا ناسخ ولا منسوخ في القرآن

في مخالفة للاعتقاد السائد، هم لا يعتقدون بنسخ الآيات المعروف عند بقية المسلمين وهو أن تلغي إحدى الآيات حكم مذكور في آية أخرى وفقا لما ذكر في القرآن: ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا فمفهوم الآية المذكور هو المعجزة وفقا لفهم القرآنيين.[23] وحجة منصور في هذا وهي مقبولة لدى الكثيرين من علماء اللغة ورجال الفقه القرآني أن النسخ يعني التدوين والإثبات وليس الإلغاء.

الحديث ليس مصدرا للتشريع

القرآنيون لا يعترفون بوجود وحي ثان مع القرآن وكلام النبي خارج القرآن ليس وحيا من الله وبالتالي غير ملزم للمسلمين ولا يعترف القرآنيون من جهة أخرى بنسبة ما يسمى الأحاديث النبوية للرسول محمد ويقول القرآنيون في ذلك أن المنهجية التي اتبعت في تصحيح الأحاديث النبوية كانت تفتقر للموضوعية ومخالفة للمنهج العلمي السليم؛ لذلك خرج العديد من الأحاديث في الصحاح التي يختلف فيها المسلمون حتى اليوم، إضافة لقولهم أن من اعتمد تصحيح هذه الأحاديث النبوي هم مجرد أفراد وتصحيحهم قابل للصواب والخطأ، إضافة لاعتمادهم على نهي الرسول محمد عن تدوين السنة بأحاديث هي الآن في الصحاح، وأن هذه السنة المروية أو الأحاديث لم تدون إلا في القرن الثالث الهجري أي بعد ما يزيد عن المئتين والثمانين عاما على وفاة الرسول. مما يؤكد اعتقادهم بنهي الرسول على الكتابة عنه أولاً، ودخول العديد من الأحاديث الموضوعة والمختلقة على هذه السنة قبل وخلال تدوينها ثلاثة قرون. لهذا يستبعد القرآنيون السنة القولية أو ما يسمى بالأحاديث النبوية من مصادر التشريع الإسلامي فلا يجوز حسب قولهم بناء الشريعة على أسس مشكوك فيها.

وحول أصل الأحاديث النبوية يقول د.أحمد صبحي منصور أن الأمويين عملوا على ترسيخ حكمهم من خلال تلفيق أحاديث ترفع من شأن معاوية بن أبي سفيان جد الأمويين والتقليل من شأن معارضيهم مثل علي بن أبي طالب وذريته أو عبد الله بن الزبير وغيرهم حيث كان يرويها القصاصون في الشوارع والمساجد، كما قام بمثل ذلك العباسيون في تمجيد ابن عباس والتعظيم من شأنه. وعمل ملوك الدولتين من خلال الكهنوت الديني التابع لسلطتهم بخلق أحاديث ونسبتها للنبي تساعد على تثبيت حكمهم وأحاديث أخرى تسمح لهم بالتخلص من معارضيم مثل أحاديث قتل المرتد، كما كان لهذه الأحاديث الأثر في ظهور الجبرية في العصر الأموي التي اعتبرت كل شيء مقدرا على الإنسان ومن هذه المقادير وجود الحاكم في السلطة. ويرى د. منصور أن الهدف من وراء هذة الأحاديث إلهاء الناس بأمور فرعية عن المطالبة بحقوقهم وتقييد حرية الرأي. كما يعتقد القرآنيون أن بعض الأحاديث دستها بعض الجماعات الفارسية التي دفعتها نظرتهم الشعوبية ورغبتهم لإعادة السيطرة للقومية الفارسية.[24]

يذكر أن القرآنيين يعتبرون أن سنة النبي التي ذكرت في القرآن هي عمل النبي محمد بما جاء في القرآن والتزامه بمبادئ الإسلام المتمثلة في الوحي الإلهي المنزل عليه وهو القرآن لا أكثر. بناء على ذلك على المسلمين التأسي بالرسول من خلال العمل بما جاء في القرآن وذلك هو فهمهم للآية: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً.

انتقادات

وتعتقد بقية الفرق الإسلامية على اختلافها أن القرآنيين بهذا قد خالفوا القرآن نفسه [11][25] حيث جاء فيه أمر من الله للمسلمين فقال: ﴿مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ۝٧.[26] وترى الفرق الإسلامية إنه امر واضح من الله بطاعة النبي وقد تكرر قول الله في القرآن: ﴿وَأَطِيْعُوا الله وَأَطِيْعُوا الرَّسُوْل، مرات عديدة في القرآن، فقرن الله طاعته، بطاعة النبي. حيث ذكر القرآن هذا أكثر من مرة ومنها:

  • ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۝٨٠.[27]
  • ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ۝٥٩.[28]
  • ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ۝٣١.[29]
  • ﴿وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً.[30]

ويفسرون هذه الآيات على أن طاعة الرسول تتمثل في الالتزام بسنته الواردة في الأحاديث النبوية.

ويرد القرآنيون بأن هذه الآيات تشير إلى ما يبلغه الرسول ويأمر به مما يمكن استنباطه من الآيات القرآنية، وليس المقصود أن الرسول جاء بأحكام وتشريعات مختلفة عما جاء بها القرآن.

وخلاصة الانتقادات الموجهة لهم من بقية الفرق الإسلامية هي أن الله قد قرن في القرآن أوامر النبي بأوامره، كما في قوله تعالى: ويروى حديث عن النبي محمد: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي». والحديث الذي رواه أحمد وأبو داود والحاكم بسند صحيح عن المقدام أن محمد قال: «يوشك أن يقعد الرجل متكئاً على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا، وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله».[31]

وممن رد على القرآنيين من المتقدمين: ابن حزم الأندلسي، حيث قال: «ولو أن امرأ قال: لا نأخذ إلا ما وجدنا في القرآن، لكان كافرا بإجماع الأمة، ولكان لا يلزمه إلا ركعة ما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل، وأخرى عند الفجر؛ لأن ذلك هو أقل ما يقع عليه اسم صلاة، ولا حد للأكثر في ذلك، وقائل هذا كافر مشرك حلال الدم والمال.» [32] وقال الإمام الشاطبي: «والرابع أن الاقتصار على الكتاب رأى قوم لا خلاق لهم خارجين عن السنة إذ عولوا على ما بنيت عليه من أن الكتاب فيه بيان كل شئ فاطرحوا أحكام السنة فأداهم ذلك إلى الانخلاع عن الجماعة وتأويل القرآن على غير ما أنزل الله».[33]

وحديثا الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري السابق، الذي قال في مقال له:

إن السنة النبوية هي البيان النبوي للبلاغ القرآني، وهي التطبيق العملي للآيات القرآنية، التي أشارت إلى فرائض وعبادات وتكاليف وشعائر ومناسك ومعاملات الإسلام. فالتطبيقات النبوية للقرآن - التي هي السنة العملية والبيان القولي الشارح والمفسر والمفصّل - هي ضرورة قرآنية، وليست تزيّدًا على القرآن الكريم. وتأسيًا بالرسول، وقيامًا بفريضة طاعته - التي نص عليها القرآن الكريم. والعلاقة الطبيعية بين البلاغ الإلهي - القرآن - وبين التطبيق النبوي لهذا البلاغ الإلهي - السنة النبوية - فهى أشبه ما تكون بالعلاقة بين الدستور وبين القانون. فالدستور هو مصدر ومرجع القانون. والقانون هو تفصيل وتطبيق الدستور، ولا حجة ولا دستورية لقانون يخالف أو يناقض الدستور. ولا غناء ولا اكتفاء بالدستور عن القانون.[34]

وقال المفكر النمساوي محمد أسد: «إن العمل بسنة رسول الله هو عمل على حفظ كيان الإسلام، وعلى تقدمه، وإن ترك السنّة هو انحلال الإسلام... لقد كانت السنّة الهيكل الحديدي الذي قام عليه صرح الإسلام، وإنك إذا أزلت هيكل بناء ما أفيدهشك بعدئذ أن يتقوض ذلك البناء كأنه بيت من ورق؟»[35]

يقول الشيخ عبد العزيز بن باز:
قرآنيون أما هؤلاء المتأخرون فجاءوا بداهية كبرى ومنكر عظيم وبلاء كبير ، ومصيبة عظمى حيث قالوا : إن السنة برمتها لا يحتج بها بالكلية لا من هنا ولا من هنا ، وطعنوا فيها وفي رواتها وفي كتبها ، وساروا على هذا النهج الوخيم وأعلنه كثيرا العقيد القذافي الرئيس الليبي المعروف فضل وأضل ، وهكذا جماعة في مصر ، وغير مصر قالوا هذه المقالة فضلوا وأضلوا وسموا أنفسهم بالقرآنيين ، وقد كذبوا وجهلوا ما قام به علماء السنة لأنهم لو عملوا بالقرآن لعظموا السنة وأخذوا بها ، ولكنهم جهلوا ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله فضلوا وأضلوا.[36] قرآنيون

انظر أيضًا

مراجع

  1. ^ Yvonne Y. Haddad؛ Jane I. Smith (3 نوفمبر 2014). The Oxford Handbook of American Islam. Oxford University Press. ص. 150–153. ISBN:978-0-19-986264-1. مؤرشف من الأصل في 2020-01-28.
  2. ^ Kenney، Jeffrey T.؛ Moosa، Ebrahim (2013). Islam in the Modern World. Routledge. ص. 21. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= لا يطابق |تاريخ= (مساعدة)
  3. ^ Identifying Assumptions in the Hadith/Sunnah Debate, 19.org, Accessed December 5, 2013 نسخة محفوظة 29 يوليو 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ إسلام ويب مركز الفتوى نسخة محفوظة 14 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ Brown, Rethinking tradition in modern Islamic thought, 1996: p.15-16
  6. ^ excerpted from Abdur Rab, ibid, pp. 199–200.
  7. ^ Abdul-Raof، Hussein (2012). Theological Approaches to Quranic Exegesis: A Practical Comparative-Contrastive Analysis. London: Routledge. ص. 33–34. ISBN:978-0-41544-958-8.
  8. ^ Zaman، Muhammad Qasim (1997). Religion and Politics Under the Early 'Abbasids: The Emergence of the Proto-Sunni Elite. لايدن: دار بريل للنشر. ص. 55. ISBN:978-9-00410-678-9.
  9. ^ Musa, Aisha Y., Hadith as Scripture: Discussions on the Authority of Prophetic Traditions in Islam, Palgrave Macmillan, New York, 2008, p.6.
  10. ^ Sidqi, Muhammad Tawfiq, Al-Islam huwa al-Qur'an wahdahu, al-Manar 9 (1906), 515; cited in Brown، Daniel W. (1996). Rethinking tradition in modern Islamic thought. Cambridge University Press. ص. 88–89. ISBN:0521570778. مؤرشف من الأصل في 2019-03-21. اطلع عليه بتاريخ 2018-05-10.
  11. ^ أ ب شبهات القرآنيين حول السنة النبوية أ.د. محمود محمد مزروعة [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ بسبب أفكار الإمام محمد عبده النقدية والجريئة فإن العديد من الحركات الدينية والإصلاحية الحديثة تنسب نفسها وأفكارها إليه، مثل علماء الأزهر والإخوان المسلمون والسلفية الإصلاحية والإسلاميون الليبراليون وأخيرا القرآنيون. وفي حالة القرآنيين يعتقد د. منصور أن محمد عبده هو أول من انتقد البخاري إذ يعتبره رمز رواية الحديث أي أول من أطلق صفة الصحة المطلقة على كل ما ورد في كتابه
  13. ^ الجذور التاريخية للقرآنيين من العربية ولوج 11 مارس 2008 نسخة محفوظة 11 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ أ ب التيار القراني وأحمد صبحي منصور نسخة محفوظة 21 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ بداية القرآنيين - العربية ولوج 11 مارس 2008 "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-06-11. اطلع عليه بتاريخ 2009-03-08.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  16. ^ أ ب Aḥmad (1967), pp.120-121.
  17. ^ Личность и ислам (Начало. Интервью с Аслбеком Мусиным), nm2000.kz, Accessed March 4, 2019 نسخة محفوظة 6 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  18. ^ Талгат Адилов, Казахстанские кораниты: элита будущего или ответ«Ак Орды» радикальному исламу, contur.kz, Accessed March 4, 2019 نسخة محفوظة 8 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  19. ^ "Malay intellectual Kassim Ahmad dies". The Malaysian Insight. مؤرشف من الأصل في 2019-07-08. اطلع عليه بتاريخ 2018-06-10.
  20. ^ THE DA’WAH ACTIVITIES OF ZUMRATUL JAMIU MUMIN SOCIETY OF NIGERIA OGUN STATE, primesource.com, Accessed February 15, 2019 نسخة محفوظة 8 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  21. ^ سورة الحجر آية 9
  22. ^ "The Quranist Path". مؤرشف من الأصل في 2018-06-24. اطلع عليه بتاريخ 2011-12-14.
  23. ^ كتاب لا ناسخ ولا منسوخ في القرآن الكريم للدكتور أحمد صبحي منصور "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-06-22. اطلع عليه بتاريخ 2009-10-03.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  24. ^ حرية الرأي بين الإسلام والمسلمين بقلم أحمد صبحي منصور "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-07-03. اطلع عليه بتاريخ 2009-03-01.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  25. ^ شبهات القرآنيين عثمان بن معلم محمود بن شيخ علي نسخة محفوظة 29 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  26. ^ سورة الحشر آية7
  27. ^ سورة النساء آية80
  28. ^ سورة النساء آية59
  29. ^ سورة آل عمران، آية31
  30. ^ سورة الأحزاب، آية71
  31. ^ الفتح الكبير 3/438، ورواه الترمذي باختلاف في اللفظ وقال : حسن صحيح سنن الترمذي بشرح ابن العربي ط الصاوي 10/132
  32. ^ الإحكام في أصول الأحكام 2/80
  33. ^ الموافقات في أصول الشريعة - ج4 ص17
  34. ^ حول الاستغناء بالقرآن عن السنة وعلاقة السنة بالقرآن بقلم الدكتور محمود حمدي زقزوق.
    الأحد, 20 شوال 1424.
    نسخة محفوظة 2022-09-28 على موقع واي باك مشين.
  35. ^ الإسلام على مفترق الطريق ص85
  36. ^ السنة ومكانتها في الإسلام نسخة محفوظة 12 نوفمبر 2014 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية