سجستان

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

أحد البوابات في مدينة سجستان تقع في أفغانستان[1] حاليًا، الصورة من كتاب «حول أفغانستان (1909)».

سجستان هي منطقة تاريخية تقع معظمها في أفغانستان وأجزاء منها في باكستان وإيران.[2]

إقليم سجستان كان من الأقاليم المهمة للخلافة الإسلامية بوصفه ثغراً إسلامياً، وقاعدة إسلامية مهمة لمواجهة القوى التي تهدد الدولة الإسلامية من الشرق والشمال الشرقي ممثلة في زنابلة كابل وزابلستان وبلاد الهند الشمالية، ثم أصبح فيما بعد إقليماً تابعاً للدولة الطاهرية (205-259هـ /820-873م) التي اتخذت من نيسابور قاعدة لها، ثم نشأت فيه الدولة الصفارية (247-300هـ / 861-912م) واتخذته قاعدة لحكمها، ومنطلقاً لسيطرتها على بقية الأقاليم الشرقية، وبعد انهيارها انضوى تحت سيادة الدولة السامانية (250-395هـ /864-1005م) ثم الغزنوية (351-582/962-1186م).[3]

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان: «سجستان بكسر أوله وثانيه: وهي ناحية كبيرة وولاية واسعة، وعاصمتها مدينة زرنج، ووبينها وبين هراة عشرة أيام ثمانون فرسخاً، وهي جنوبي هراة، وأرضها كلها رملة سبخة، والرياح فيها لا تسكن أبداً ولا تزال شديدة تدير رحيهم،وطول سجستان أربع وستون درجة وربع، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وسدس».[4] وقال محمد بن جرير الطبري: «قصد عاصم بن عمرو التميمي سجستان في سنة 23 هـ في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والتقى مع أهل سجستان في أدنى أرضهم، فهزمهم عاصم ثم أتبعهم حتى حاصرهم في بزرنج، ثم طلب أهل سجستان الصلح فصالحهم عاصم».[5]

سجستان في التاريخ

غطت الحضارة الجيروفتية منطقة سجستان وأرض الساس في الألفية الثالثة قبل المسيح، وبعدها قطن الأريون المنطقة، ومع الوقت تم إنشاء مملكة عرفت بـ«اراشوسيا» التي حكم أجزاء منها الميديون عام 600 قبل الميلاد. وفي عام 550 قبل الميلاد إنقلب الأخمينيون على الميديين وتم الإستيلاء بالكامل على مملكة اراشوسيا. وفي القرن الثالث قبل الميلاد استولى الأسكندر المقدوني على المنطقة ضمن حملته الواسعة في المشرق، وأسس مدينة «إسكندرية اراشوسيا» الواقعة في ما يعرف اليوم بمدينة قندهار.[6]

إقليم سجستان –خلال هذه المدّة – كان موطناً لتيارات فكرية ومذهبية مختلفة، ولكل واحد منها علماؤه، وآراؤه، ومعتقداته، كانت تلقى دعماً من بعض القوى السياسية، إن لم تكن تتبنّاها، وتؤمن بفكرها، وتعمل جاهدة على نشرها، فقد كان هناك حضور كبير لفرقة الخوارج، حتى قيل ((إن سجستان كعبة خوارج المشرق)) وبهذه البلاد نشأت فرقة الكرّامية المجسمة وترعرت قبل انتشارها في أقاليم المشرق الإسلامي الأخرى، كما سادت في إقليم سجستان المذاهب الفقهية السنية ولاسيما المذهبين الحنفي الشافعي، وبعض مذاهب الشيعة كالجعفرية والإسماعيلية. ودراسة هذه الفرق والمذاهب مهم جداً؛ لبيان أثرها في تطور الفكر الإسلامي في هذه البلاد خاصة، والبلاد الإسلامية عامة.[7]

و في منتصف القرن الثالث، وبعد أن توارثت عدة ممالك ودول حكم المنطقة، ظهر الساسانيون الذين إنقلبوا على البارثيين وحكموا سيستان. وفي عام عام 640 وقعت المنطقة تحت حكم الخلافة الراشدة. وكان الصفاريون الذين جاؤوا من سيستان هم أحد أبرز السلالات الساسية التي حكمت أفغانستان بعد الفتح الإسلامي.[8]

شخصيات

المراجع

  1. ^ الصورة في سجستان الأفغانية أنظر كتاب : أفغانستان التاريخية ، د.قحطان الحديثي ، مطبعة الحكومة بغداد ، 1977 ص 87
  2. ^ كتاب تاريخ سجستان ، محمود عبدالكريم علي طبعة 2006م - المجلس الأعلى للثقافة بمصر ص 32
  3. ^ الجاحظ، رسائل الجاحظ، تحقيق عبد السلام هارون، دار الجبل، بيروت 1411\1991 الجزء الاول ص.316
  4. ^ Q114913343، ج. 3، ص. 190، QID:Q114913343
  5. ^ Q114456807، ج. 4، ص. 180، QID:Q114456807
  6. ^ A history of the Crusades", Steven Runciman, p.306
  7. ^ المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، صفحة 6-8
  8. ^ أخبار الدولة السلجوقية. صدر الدين الحسيني. ت. محمد اقبال. دار الآفاق الجديدة: بيروت 1984.