حالة المادة

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من حالات المادة)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حالة المادة
الحالات الأربع الشائعة للمادة.مع عقارب الساعة من أعلى يسار، هم: صلبة، سائلة، بلازما، وغاز، ممثلة بتمثال ثلجي، وقطرة ماء، قوس كهربائي من ملف تسلا، و الهواء حول السحاب بالترتيب.

حالة المادة هي الصفة الفيزيائية والكيمائية للمادة والتي تشير إلى شكل الروابط بين جزيئاتها، أو الذرات أو الأيونات.

  • الحالة الصلبة (الجامدة): المواد الصّلبة لها شكل ثابت حيث أن الجزيئات لا تنتقل من مكانها؛ تكون الجزيئات متقاربة بقدر كبير في الحالة الجامدة، الكثافة في المواد الصلبة عالية، لأن الفراغات صغيرة جدًّا بين الجزيئات
  • الحالة السائلة: تأخذ السّوائل شكل الوعاء الذي توضع فيه، والجزيئات في السوائل ليست ثابّتة. السّوائل عالية الكثافة إلى حدّ ما، وليس هناك مساحات كبيرة بين الجزيئات.
  • الحالة الغازية: ليس للغازات شكل محدد لكن الغازات تملأ أيّ فراغ متاح لأن الجزيئات تتحرّك بسرعة في كلّ الاتّجاهات، يمكن ضغط الغازات بسهولة، ولجزيئات الغازات مساحات كبيرة فيما بينها، لذلك فإنه من السهل أن تتقارب جزيئات الغاز. كثافة الغازات منخفضة جدًّا، وهناك مساحات فارغة كبيرة بين الجزيئات.
  • حالة البلازما (هِيولي): هي حالة متميزة من حالات المادة يمكن وصفها بأنها غاز متأين تكون فيه الإلكترونات حرة وغير مرتبطة بالذرة أو بالجزيء. فإذا كانت المادة توجد في الطبيعة في ثلاث حالات: صلبة وسائلة وغازية، فإنه بالإمكان تصنيف البلازما على أنها الحالة الرابعة التي يمكن أن توجد عليها المادة.

الحالات الممكنة للمادة

الحالات الممكنة للمادة في الطبيعة هي الغازية والسائلة والصلبة، وحديثاً تم تصنيف البلازما على أنها صنف من إحدى حالات المادة، كما توجد حالة بين الصلب والسائل تسمى الكريستال السائل.

طبيعة حالات المادة

الحالة الصلبة

تتجمع الجُزيئات المكوِّنة لهذه الحالة من المادة بالقرب من بعضها، وتترابط بشكلٍ قويّ للغاية، حتّى أنّك لا تستطيع تحريك إحدى هذه الجزيئات بمعزلٍ عن الجُزيئات الأخرى، بالأضافة إلى امتلاكها طاقةً حركيّةً قليلةً جدًا، ولكن من الجدير بالذكر أنّ ذرات هذه الجزيئات تهتز باستمرارٍ في موضعها الذي تتواجد فيه. والحالة الصلبة للمادة لها شكل ثابت وحجم محدد، ولا تأخذ شكل الإناء الموضوعة فيه. ونتيجةً لقوّة ترابط جُزيئاتها، لن تستطيع التأثير على حجمها بالضغط.[1]

الحالة السائلة

تتميز جُزيئات هذه الحالة من المادة بارتفاع الطاقة الحركية عن مثيلتها في الحالة الصلبة، ولا تُشكِّل هذه الجزيئات شكلًا محددًا للمادة، ولكنّها تترابط مع بعضها بشكلٍ ضعيف، ما يسمح لها بأن تأخذ شكل الإناء المحويّة فيه. ولكنّها تمتلك حجمًا ثابتًا ومحددًا، بالإضافة إلى عدم إمكانيّة ضغطها، أيّ مثل الحالة الصلبة. عند التأثير بقوّةٍ على سطح المادة السائلة، فإنّ هذه القوى تتوزع بالتساوي على السطح ما يسمح لأيّ جسم بأزاحة أيّ قدر من السائل والحلول محلّه.

وفي أبريل 2016 أعلن العلماء عن حالةٍ غريبةٍ من المادة في حالتها السائلة، ففي هذه الحالة يُمكن حمل السائل باليد وكأنه مادةٌ صلبة . عند فحص هذه المادة بالميكروسكوبات ظهرت الإلكترونات في حالة ارتباطٍ عشوائيّ، وكأنّها مادة في حالتها السائلة. سُمِّيَت هذه المادة الجديدة بسائل كيتيف الكموميّ المغزليّ، يعود هذا لدخول إلكترونات هذه المادة في حالةٍ من الرقص العشوائيّ، مُخالفةً بذلك الوضع المٌتعارف عليه حينها، حيث أنّ تبريد السوائل ينظّم الإلكترونات، لتبدأ الحالة الصلبة للمادة بالتشكّل، ولكنّ إلكترونات هذه المادة تتجه للعشوائيّة بغض النظر عن درجة حرارة الوسط المحيط المنخفضة.[2]

الحالة الغازية

هناك مسافات بينيّة شاسعة بين جُزيئات الغاز، ما يسمح بازدياد طاقتها الحركيّة، وإن لم تُحصَر هذه الجُزيئات في إناء أو أيّ وسط مُحدد، سوف تنتشر بشكلٍ عشوائيّ في الفضاء. عند حصر جُزيئات الغاز في حاوية، تنتشر هذه الجُزيئات لتشغل كلّ أجزاء الحاوية أو الإناء المحوية فيه. وعند ازدياد الضغط عليها ترتفع درجة حرارتها وطاقتها الحركيّة. بالإضافة إلى ذلك، في حال ظلّ حجم الإناء ثابتًا وازادت درجة حرارة الجُزيئات، ستزداد حينها طاقتها الحركيّة، ويزداد ضغطها على جُدارن الإناء.[2][3]

البلازما

قد لا تكون هذه الحالة شائعةً على الأرض، ولكنّها أكثر حالات المادة شيوعًا في الكون بأكمله. فالبلازما تتكوّن بالأساس من جُسيماتٍ عالية الشُحنة الكهربائيّة، كما أنّها تمتلك طاقةً حركيّةً كبيرةً جدًا، وغالبًا ما تُستخدم الغازات النبيلة الخاملة لصُنع البلازما على الأرض. تُعتبَر النجوم أساسًا كراتٍ ملتهبةً وكبيرةً من البلازما.[2][4]

حالات المادة عند درجات الحرارة المنخفضة

الميوعة الفائقة

عند الاقتراب من درجة حرارة الصفر المُطلق، تفقد السوائل لزوجتها ومقومتها على الانسياب تمامًا، وقد اكتُشِفَت هذه الحالة لأوّل مرة في الحالة السائلة لغاز الهيليوم عام 1937، وتتميّز هذه الحالة بتوصيلها الفائق الّلانهائيّ للحرارة دون أدنى مقاومة تُذكَر.[5]

تكاثف بوز أينشتاين

تنبأ ألبرت أينشتاين وناث بوس بوجود حالةٍ من المادة، والتي تتوقّف فيها عن التصرّف بمثابة جزيئاتٍ مُستقلة، وتنهار جميعها كموميًا، لدرجة أنّه يمكن وصفها بواسطة دالةٍ موجيّةٍ واحدة، ويكون ذلك عند وصول بعض الغازات لدرجة الصفر المُطلق.[5]

التكاثف الفيرموني

هي حالة شبيهة بتكاثف “بوز أينشتاين”، ولكنّها تشمل الفيرميونات فقط.

جُزيئات ريدبيرج

هي إحدى الحالات المُستقرة من البلازما، وتكون عند تكثيف الذرات المُثارة عند درجة حرارة معيّنة.

انظر أيضا

المراجع

  1. ^ "حالات المادة الأربعة" نسخة محفوظة 14 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ أ ب ت "هل هناك أربع حالات للمادة حقا؟" نسخة محفوظة 14 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ F. White (2003). Fluid Mechanics. McGraw-Hill. ص. 4. ISBN:978-0-07-240217-9.
  4. ^ G. Turrell (1997). Gas Dynamics: Theory and Applications. John Wiley & Sons. ص. 3–5. ISBN:978-0-471-97573-1. مؤرشف من الأصل في 2020-04-03.
  5. ^ أ ب "حالات المادة" نسخة محفوظة 08 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
  • ألفريد مارتن، كتاب الصيدلة الفيزيائية