عبد الرحيم محمود

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عبد الرحيم محمود

معلومات شخصية
بوابة الأدب

عبد الرحيم محمود (ولد عام 1913 – استشهد في 13 يوليو 1948)، ثوري وشاعر فلسطيني ولد في عنبتا. كتب قصائد شعرية سياسية أشهرها «الشهيد». شارك في ثورة 1936-1939 وفي حرب 1948، واستشهد بالقرب من قرية الشجرة في شمال فلسطين.

نبذة عنه

ولد عبد الرحيم محمود في قرية عنبتا بقضاء طولكرم بفلسطين عام 1913 ووالده الشيخ محمود العنبتاوي المعروف من شعراء الشيوخ النافذين الظرفاء. درس الابتدائية حتى الصف الخامس في بلدته ثم انتقل لمدرسة الفاضلية في طولكرم وتلقى تعليمه الثانوي 1928-1932 في مدرسة النجاح الوطنية في نابلس (جامعة النجاح حاليًا). وكان قد تعرف هناك على الشاعر إبراهيم طوقان كونه كان بين أساتذته هناك، فتوطدت علاقته به كزميل وصديق، عمل عبد الرحيم مدرساً للأدب العربي في مدرسة النجاح الوطنية، وعندما اشتعلت الثورة الكبرى في فلسطين سنة 1936، استقال من وظيفته وانضم إلى صفوف المقاتلين في جبل النار. طاردته حكومة الانتداب البريطاني بعد توقف الثورة، فهاجر إلى العراق حيث أمضى ثلاث سنوات دخل فيها الكلية الحربية العراقية وتخرج ضابطًا برتبة ملازم أيام الملك غازي بن فيصل بن الحسين، وعمل كذلك مدرسا للغة العربية في بغداد وعمل مديرا لمدرسة ابتدائية في البصرة، وشارك مع المجاهدين العرب في ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق.[1]

ولما هدأت الأوضاع في فلسطين لانشغال إنجلترا بالحرب العالمية الثانية عاد عبد الرحيم إلى بلده واستأنف العمل معلمًا بمدرسة النجاح الوطنية بنابلس. في سنة 1947 اشتعلت الثورة الفلسطينية من جديد بسبب صدور قرار تقسيم فلسطين؛ فقرَّر شاعِرُنا الانضمام إلى جيش الإنقاذ، ودخل إلى منطقة بلعا في فلسطين واشترك في معركة بيار عدس مع سرية من فوج حطين، وشارك في معركة رأس العين، وفي ابريل 1948م عُين آمرًا للانضباط في طولكرم، ثم مساعدًا لآمر الفوج في الناصرة.[2]

استشهاده

استشهد عبد الرحيم محمود يوم 13 يوليو 1948م في قرية الشجرة عن عمر قارب 35 عاماً حيث أصابته قذيفة في عنقه، وكان يتمتم وهو محمول على أكتاف أصدقائه:

احملوني احملوني
وأحذروا ان تتركوني
وخذوني ولا تخافوا
واذا مت ادفنوني

قصائده

خلف عددًا من القصائد كتبها بين عامي 1935م، 1948م.. جمعتها لجنة من الأدباء بعد وفاته بعشر سنوات، وكان قد نشر بعضها في المجلات الفلسطينية واللبنانية والسورية والمصرية. وصدر ديوانه في عَمان عام 1958م وهو يضم سبعًا وعشرين قصيدة. هي أهم ما كتبه في عمره القصير المليء بالكفاح.

وفي عجالة نلقي ضوءًا على آرائه الوطنية التي صاغها شعرًا وعاشها حياة، فاستحق أن يكون مثلاً أعلى لشباب فلسطين في الكفاح والصدق. في عام 1935 وأثناء زيارة قام بها الأمير سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية (الملك سعود فيما بعد) للمسجد الاقصى، ألقى عبد الرحيم بين يديه قصيدة وكان عمره اثنين وعشرين عامًا قال فيها:[3]

يا ذا الأمير أمام عَيْنِـك شاعرٌ
ضُمَّت على الشَّكوى المريرة أَضْلُعُهْ
المَسجد الأقصى أَجِئْتَ تَزُورُه؟‍
أَم جِئتَ مِن قَبلِ الضَياعِ تُوَدِّعُهْ؟‍
حَرمٌ تُباحُ لِكُلِّ أَوكعَ آبِق
ولكـلِّ أَفّاقٍ شَريدٍ أربُعُهْ
وغدًا وما أدناه، لا يبقى سوى
دَمْعٍ لنا يَهْمَي وَسِنٍّ نَقْرَعُه

وهنا يتضح بُعد نظر الشاعر الشاب ورؤيته الواقعية للظروف العربية شعوبًا وحكامًا.

في قصيدته «الشهيد» كان عمره حوالي أربعة وعشرين عامًا يُصور الشهيد كما يتمنَّاه:[4]

سأحمل روحي على راحتي
وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياةٌ تسر الصديق
وإما ممات يغيظ العدا
ونفس الشريف لها غايتان
ورود المنايا ونيلُ المنى
لعمرك إني أرى مصرعي
ولكـن أَغُذُّ إليه الخطى
أرى مصرعي دون حقي السليب
ودون بلادي هو المُبتغى
يَلَذُّ لأذني سماع الصليل
يُهيجُ نَفْسِي مَسِيلُ الدِّما
وجسمٌ تَجَدَّلَ في الصحصحان
تُنَأوِشُـه جَارِحات الفَلا
فمنه نصيبٌ لِأُسْـِد السَّما
ومنه نصيب لأسد الشَّرَى
كسا دَمُه الأرضَ بالأُرجُوان
وأثقل بالعطر رِيحَ الصَّبا
وعَفَّر منه بَهِـيَّ الجَـِبين
ولكن عُفارًا يزيد البَها
وبَانَ على شَفَتَـْيه ابْتسام
مَعانِيْهِ هُزْءٌ بِهذِي الدُّنا
ونام لِيَحْلُمَ حُلْمَ الخـُلودِ
ويَهْنَـَأ فيه بِأحْلَى الرُّؤى
لَعَمْرُكَ هذا ممات الرجال
ومن رَامَ موتـًا شـريفًا فَذَا
'
'

اختار الشاعر قافية المَدِّ أيًّا كان الحرف الأخير لهذه القصيدة الرائعة التي تصور ممات الرجال الشرفاء من أجل الوطن، فالتلذذ بأصوات المدافع والبهجة بإسالة الدماء تُهون على الشرفاء الموت من أجل قضية كبرى يُدافع عنها ألا وهي تحرير البلاد والاحتفاظ بكرامتها. وفي قصيدته (دعوة إلى الجهاد) يقول مستهترًا بالموت فداء للوطن:

دعا الوطن الذبيح إلى الجهاد
فَخَفَّ لِفَرْطِ فَرْحَتِه فؤادي
وَسابَقْتُ النَّسِيمَ ولا افتخارٌ
أَلَيْسَ عليّ أن أَفْدِي بِلادِي
حَمَلْتُ عَلَى يَدِيْ رُوحي وقلبي
وما حَمَّلتُها إلا عتادي
فسِيْرُوا للنِّضَالِ الحقِّ نارًا
تَصُبُّ على العِدَا في كل وادِ
فليس أَحَطُّ من شَعْبٍ قَعِيْد
عن الجَلَّى وموطنه ينادي

تظل قصائد عبد الرحيم محمود تتوالى مُعبرة عن حبه لوطنه وإصراره على التضحية من أجله.

يعتبر الشاعر عبد الرحيم محمود من الشعراء القلائل الذين وهبوا حياتهم كلها لبلادهم وقرنوا القول بالعمل، ومضى في درب حياتهم كلها لبلادهم وقرنوا القول بالعمل، ومضى فب درب القتال حتى استشهد في سبيل وطنه وقصيدته، يتسم شعره بقوة العاطفة والوضوح والسلاسة واللغة التحررية بعيدة عن الافتعال والتعقيد اللفظي والعناية بالشكليات البيانية التي نجدها عند غيره من الشعراء الذي تأثروا بالتيار الاتباعي، الذي يحافظ على النظام التقليدي الموروث بالقصيدة العربية، مع تنويع بالقوافي ولع قصائد عديدة تعبر عن تجارب وجدانية ذاتية وموضوعات اجتماعية سياسية وانسانية.[5]

أسرته

تزوج عبد الرحيم محمود عام 1942 من السيدة «محفوظة إبراهيم نصار»، ولهما من الأبناء طيب و«طلال» و«رقية».[6][7][8]

كتب ودراسات عنه

انظر أيضًا

المراجع

  1. ^ "عبد الرحيم محمود (1913- 1948)". الموسوعة الفلسطينية. مؤرشف من الأصل في 2017-02-26. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-16.
  2. ^ "مائة عام على ميلاد عبد الرحيم محمود". www.aljazeera.net. مؤرشف من الأصل في 2018-05-16. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-16.
  3. ^ "نجم السعود وزيارة الملك سعود للقدس | آفـاق". مؤرشف من الأصل في 2019-06-23. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-16.
  4. ^ "أدب.. عبد الرحيم محمود : الشهيد". www.adab.com. مؤرشف من الأصل في 2017-06-08. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-16.
  5. ^ عبد الحكيم، عبد الحكيم؛ سمارة (2009). عبد الحكيم سمارة (المحرر). ثوار من بلادي. جت المثلث: منشورات شمس. {{استشهاد بكتاب}}: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  6. ^ عبد الرحيم محمود شاعرا ومناضلاً، ص12، محمود شلبي، 1984
  7. ^ الاعمال الكاملة لعبد الرحيم محمود: الديوان والمقالات النقدية، ص17، عز الدين مناصرة 1993
  8. ^ "مائة عام على ميلاد عبد الرحيم محمود". www.aljazeera.net. مؤرشف من الأصل في 2019-07-16. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-09.