سيف بن ذي يزن

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سيف بن ذي يزن
معلومات شخصية

سيف بن ذي يزن (516م - 574م)؛ أحد ملوك العرب في عصر ما قبل الإسلام. حكم سيف بن ذي يزن من قصر غمدان في صنعاء، والذي كان من أشهر وآخر الملوك الذين سكنوه وقد زاره فيه وفد قريش برئاسة عبد المطلب بن هاشم جد رسول الله .[1]

يعود لابن ذي يزن الفضل في طرد الأحباش من اليمن بعد أن ظلوا يحكمونه منذ عهد ذي نواس حوالي أوائل القرن السادس.

ولما كان الأحباش أقوى من أن يحاربهم وحده، التمس العون في بادئ الأمر من الروم، حيث ذهب إلى أنطاكية التي كانت مقر ملك بيزنطة آنذاك، وطلب من القيصر أن يخرج الأحباش ويولي بلاد اليمن من شاء من الروم، إلا أن ملك الروم رده قائلاً بأن الأحباش نصارى مثل الروم، ولن يساعده ضدهم.

توجه بن ذي يزن إلى الحيرة بعد رفض الروم المساعدة، وقابل هناك عمرو بن هند عامل فارس على الحيرة وما يليها من أرض العرب. فأخذه النعمان إلى كسرى أنوشروان ملك فارس. فقبل كسرى طلبه بعد تردد، وأرسل معه نحو 800 رجل أخلى سبيلهم من سجونه، وأمَّر عليهم أحد قادته يسمى وهرز. وحملتهم ثماني سفن وصلت منها ست إلى ساحل حضرموت، وانضم إليهم كثير من العرب.

وكان يقود الأحباش مسروق بن أبرهة (وكان الأخ غير الشقيق له من جهة الأم)، وانتصر سيف بن ذي يزن ووهرز على الأحباش في معركة حضرموت سنة 570م.

عُين سيف بن ذي يزن ملكاً على اليمن بعد طرد الأحباش، لكن كسرى أمر قائد قواته بأن يعاهد بن ذي يزن على الأمانة للفرس، وفرض عليه الجزية كل عام، وأن يتزوَّج الفرس من قومه، ولا يتزوَّج قومه من الفرس؛ فوقعت اليمن بذلك تحت سيطرة الفرس، وقال سيف بن ذي يزن قولته الشهيرة: استبدلنا أسيادً بأسياد.[2]

نسبه

سيف بن النعمان بن عفير (الأوسط) بن زرعة بن عفير (الأكبر) بن الحارث بن النعمان بن قيس بن عبيد بن شراحيل (سيف) بن عامر (ذو يزن) بن أسلم بن الحارث بن مالك بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة (حِميَر الأصغر) بن سبأ (الأصغر) بن كعب بن سهل بن زيد بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهُميسع بن حِميَر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وفي بعض الروايات ذُكر أن اسمهُ هو معديكرب بن أبي مرة وقد عُرف أبوه بـ«أبي مرة الفياض»، وكان من أشراف حِميَر وأذوائِها وأقيالِها.[3]

سيرته

وبعيداً عن التاريخ، تُحلق سيرة سيف بن ذي يزن بعيداً في الحقيقة، فتلبس الملك سيف بن ذي يزن لباساً غير بشري، وتجعل له أصولاً جنية، فأمه إحدى ملكات الجن، وله أخت منهن. وتحكي السيرة عن زوجة سيف منية النفوس، وكيف اختطفها الأحباش واستعادها سيف منهم، كما تحكي عن ولده معديكرب. وتجعل السيرة من سيف موحداً مسلماً على دين إبراهيم الخليل، ومن الأحباش وثنيين يعبدون الكواكب والنجوم، رغم أن دين الأحباش كان النصرانية.

وفي السيرة إشارات قومية واضحة، كما أن السيرة تجعل من سيف بن ذي يزن ملكاً متوجاً على الإنس والجن. وتشير السيرة إلى اختفاء سيف في آخر أيامه لاحقاً بأمه في عالمها. امتدت تأثيرات هذه السيرة على امتداد العالم الإسلامي، فدخلت الأدب الماليزي على أنها سيرة الملك يوسف ذي الليزان، وأثرت في الأدب القصصي في تلك البلاد مع السير العربية الأخرى. تقع السيرة في عشرون جزءاً في أربعة مجلدات وهي واحدة من أطول السير العربية. أنتجت اليمن مسلسلاً عن سيرة حياة سيف بن ذي يزن بالتعاون مع خبرات فنية من سوريا.

نهايته

بقي الملك سيف بن ذي يزن في الحكم نحو 4 أعوامًا. وقد قتله بعض الأحباش غيلة في قصره في حوالي 574م، وانتقم له الفرس وأرسلوا حملة أعادوا بها سيطرتهم على اليمن وأقاموا ابنه حاكما بجانب الفرس.

النقوش

سيف ذي يزن واستجلاب الفرس غير مذكور في نقوش المسند اليمنية، ويبدو أن اسم «سيف» هو لقب اخترعه الأخباريون العرب وليس اسمه الحقيقي فيقول ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ (وكانت قد ولدت لذي يزن ولداً اسمه معديكرب، وهو سيف) ويبدو أن معديكرب هو الملك معديكرب ابن الملك الحميري شميفع أشوع ذو يزن، وقد قاتل معديكرب مع يزيد بن كبشة سيد قبيلة كندة ضد أبرهة.[4]

إشارات ثقافية

يذكر سيف بن ذي يزن في قصيدة رثاء الأندلس النونية للشاعر الأندلسي أبي البقاء الرندي من القرن الثالث عشر في الأبيات:

يُمَزق الدهرُ حتمًا كلَّ سابغةٍ
إذا نَبَتْ مَشرَفِيات وخَرصانُ
ويَنتَضي كلَّ سيف للفناء ولو
كان ابنَ ذي يَزَن والغِمدَ غِمدان

المراجع

  1. ^ "قـــصــــــر غـمـــدان..اول ناطحات السحاب في العالم". مؤرشف من الأصل في 2016-03-04.
  2. ^ رئيف، رئيف؛ خوري (2019). مع العرب: في التاريخ والأسطورة. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة) وروابط خارجية في |عمل= (مساعدة)
  3. ^ كتاب الإكليل من أخبار اليمن وأنساب حمير لأبي محمد الحسن الهمداني الجزء الثاني.
  4. ^ The Oxford Handbook of Late Antiquity edited by Scott Fitzgerald Johnson

المصادر

انظر أيضاً