حكمت أبو زيد

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حكمت أبو زيد [1][2][3]
حكمت أبو زيد (يسار)، مع وزيرة الصحة الألمانية إليزابيث شفارتسهاوبت، عام 1963.

معلومات شخصية
الميلاد 1916[3][4]
أسيوط مصر  مصر[4]
تاريخ الوفاة 30 يوليو 2011
مواطنة مصرية مصر
الديانة مسلمة
الحياة العملية
التعلّم جامعة القاهرة، سانت آندروز، جامعة لندن[2]
المدرسة الأم جامعة القاهرة، جامعة إدنبرة، جامعة سانت أندروز، جامعة لندن
المهنة وزيرة للشئون الاجتماعية.
الحزب الاتحاد الاشتراكي العربي (مصر)
سبب الشهرة أول سيدة تتقلد منصب وزيرة في مصر [1][2][3] أطلق عليها الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر " قلب الثورة الرحيم".[4]

حكمت أبو زيد (1922-2011م) هي أول سيدة تتقلد منصب وزيرة في مصر عندما اختارها الرئيس جمال عبد الناصر أول وزيرة للشئون الاجتماعية في 25 سبتمبر 1962،[1][2][3] أطلق عليها الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر «قلب الثورة الرحيم».[4] في عام 1940م التحقت حكمت بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول «جامعة القاهرة» حاليًا. كان عميد الكلية وقتها الدكتور طه حسين، الذي تنبأ لها بمكانة رفيعة في المستقبل لملاحظته قدرتها العالية في المناقشة الواعية. ولم تكتف أبو زيد بالحصول على المؤهل الجامعي، بل حصلت على درجة الماجستير من جامعة سانت آندروز باسكتلندا عام 1950، ثم درجة الدكتوراه في علم النفس من جامعة لندن بإنجلترا عام 1955. وفي العام نفسه، عملت أبو زيد أستاذًا بكلية البنات جامعة عين شمس، إلى أن اختارها عبد الناصر وزيرة للشؤون الاجتماعية في العام 1962.[5][6]

اشتهرت حكمت باختلافها مع الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات في بعض وجهات النظر وكان الحديث مذاعًا في التليفزيون. من أهم مشروعاتها مشروع الأسر المنتجة، ومن أبحاثها: التكيف الاجتماعي في الريف، التربية الإسلامية، وكفاح المرأة، ووضعت أول خطة لتنمية الأسرة، وأعدت مشروع الرائدات الريفيات تمهيدًا للأسر المنتجة، وعملت لصالح مشروع تهجير النوبة، ووضعت قانون تنظيم الجمعيات الأهلية، ونظمت جمع الزكاة. استمرت في الوزارة ثلاث سنوات بعدها أقامت بليبيا خلال الفترة من 1972 إلى 1992، وعملت أستاذة بجامعة الفاتح وحصلت على نوط الفاتح العظيم؛ وعندما عادت لمصر بدأت تحاضر في قسم علم النفس والاجتماع بكلية الآداب. وتوفيت في سبتمبر عام 2011، عن عمر يناهز 90 عامًا بعد معاناة لفترة طويلة مع المرض.[4]

النشأة والتعليم

جامعة القاهرة حيث درست حكمت التاريخ بكلية الآداب

وُلِدَت في قرية «نزالي جانوب» بالقوصية محافظة أسيوط عام 1916،[3][4] كان ترتيب حكمت هو الثالث بين أشقائها الثلاثة. وكان والدها يمتلك في مسكنه مكتبة تضم خطب مصطفى كامل، وأعمال المناضلة الفرنسية جولييت آدم، ومؤلفات مصطفى صادق الرافعي؛ وكانت أمها تشارك جاراتها وصاحباتها المسيحيات في صوم العذراء، وتكتفي طيلة هذا الصوم بما يعدونه لها من طعام خال من الدهون. كانت مدرسة حكمت الأولي في ديروط الشريف، والابتدائية في سوهاج ثم أسوان، وتقدمت بعدها للالتحاق بمدرسة حلوان الثانوية للبنات. وكما التقاليد وقتذاك، كانت المدارس الابتدائية تخلو من الطلاب؛ فذهبت لمدرسة في المحافظة تبعد عنها مئات الأمتار وفي المراحل التعليمية التالية أصر والدها علي إلحاقها بمدرسة وتدرجت في المراحل التعليمية حتي حصلت علي الدكتوراة من إنجلترا في الأربعينيات في الوقت الذي كانت الفتاة تكافح لتخرج من بيتها للتعليم.[2] كانت حياة حكمت قائمة على أساس خلق عملية التحدي في نفسها والتغلب علي العقبات التي تعوق بينها وبين متابعة العملية التعليمية؛ فحتي المدارس الابتدائية لم تكن موجودة والتحدي كان يتمثل في محاربة إخوة والدها، لأنهم كانوا يريدون منعها من التعليم بسبب «تخلفهم الذهني والعقلي» كما ترى حكمت. وتقول أن «والدها الذي كان يعمل ناظرا بالسكك الحديد وفر لها ولشقيقتها الأكبر مني وسيلة للسفر يوميًا من قريتهما لبندر ديروط» حيث تلقت حكمت تعليمها الابتدائي والإعدادي هناك. أما في المرحلة الثانوية فقد تركت حكمت أسرتها والتحقت بمدرسة حلوان الثانوية (مدرسة داخلية) في الثلاثينيات من القرن الماضي، ولم يكن بحلوان حينذاك مدن جامعية فأقامت بجمعية بنات الأشراف التي أسستها رائدة التعليم نبوية موسى. وعن مصروفها تقول حكمت: «كان لي مصروف 54 جنيهًا وكان وقتها مبلغًا كبيرًا وبخلاف فلوس الأنشطة والفنون والرياضة بعكس ما نراه في هذه الأيام من عدم إشباع لمواهب الأطفال المختلفة التي تظهر».

جامعة سانت آندروز باسكتلندا حيث حصلت أبو زيد على درجة الماجستير عام 1950

وفي 1940، التحقت بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة)، وكان عميد الكلية وقتها الدكتور طه حسين، الذي تنبأ لها بمكانة رفيعة في المستقبل. ثم حصلت على دبلوم التربية العالي من وزارة التربية العالي من وزارة التعليم بالقاهرة في 1944 ثم على الماجستير من جامعة سانت آندروز باسكتلندا في 1950، ثم على الدكتوراه في علم النفس من جامعة لندن بإنجلترا في 1955.[1][7] تقول حكمت: "درست علي يد مرجيت ميد، وآيزيك، وكان زملائي في جامعة لندن: حامد عامر، عبد العظيم أنيس، فائق مزيد، أحمد أبوزيد، ومعهم الطالب العراقي خير الدين حسيب، الذي تولي بعد ذلك وزارة الاقتصاد في بلده، وأسس مركز دراسات الوحدة العربية. وكنا نجتمع في النادي المصري بلندن، وكونا لجنة وطنية حددوا مهامها في إقامة محاضرات للرد علي الادعاءات المثارة هناك ضد ثورة 52.[2]

كان والد أبو زيد يؤمن بأهمية التعليم سواء للبنت أو للولد، وكان يحارب لتعليمها بدلًا من شراء الأطيان. وبرغم أن شقيقاتها الأكبر منها لم يكملا تعليمهما، فإن أختي الصغري تخرجت في كلية الحقوق. لم تكن والدتها. وبعد تخرجها من كلية الآداب جامعة القاهرة، عملت مدرسة في مدرسة حلوان، المدرسة نفسها التي تخرجت منها ثم ذهبت لإنجلترا في بعثة لنيل الماجستير في التربية وعلم النفس جامعة سانت أندروز بإسكتلندا عام 1950، ثم الدكتوراه في علم النفس التربوي من جامعة لندن عام 1957. عادت أبو زيد بعد ذلك للعمل في كلية البنات جامعة عين شمس، وكانت أسماء فهمي هي العميدة للكلية عام 1955. ومن عام 1962 إلى عام 1965، تم وقع الاختيار على حكمت لتتولى منصب وزيرة الشئون الاجتماعية في عهد الرئيس السابق لجمهورية مصر العربية جمال عبد الناصر. ولاحقًا، عملت حكمت كأستاذة في قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة. كما أنها عضوة في المجلس الأعلي للثقافة.[2][6][8]

الحياة الوظيفية

تُعد حكمت أبوزيد أول وزيرة للشئون الاجتماعية في مصر أيام جمال عبد الناصر عام 1962 والتي أطلق عليها قلب الثورة الرحيم. وبتوليها هذا المنصب فتحت الباب للمرأة لتولي المناصب القيادية وحياتها ما بين مكافحة تقاليد الصعيد وما بين الشهرة والنجاح ومابين أعوام من النضال الوطني وأعوام أخرى من النفي.[2]

طابع تذكاري لثورة يوليو 1952

فرحة واعتراض

تقول حكمت في حوار لمجلة نصف الدنيا: «المجتمع كله لم يكن يفكر بدهشة خصوصًا أنني كنت مع تعييني أول وزير عمالي كوزير عمل في نفس الوزارة في وزارة علي صبري وكان اسم مجلس الوزراء وقتها هو المجلس التنفيذي، ومهمته تنفيذ مشروعات خطة خمسية الأولي أن ننمي المجتمع أو نغير المجتمع أثناء تنفيذ الخطة الخمسية الأولي التي وضعت لكل قطاع من القطاعات المختلفة. وعندما أعلنت الوزارة أن هناك أول امرأة ستعين أيضًا في هذه الوزارة عام 1962، لم يحدث فرحة كبيرة لأن المجتمع كله رجالًا ونساءً في جميع المجالات كان في فترة دهشة وخاصة أن ثورة 1952 كانت ثورة التغيير المستمر من أجل بناء مجتمع جديد. أما بشكل عام فقطاعات المجتمع كالنساء مثلًا والرجال، الرجال طبعًا ينقسمون إلي مثقفين أو النخبة أو رجال الدين أو العلمانيين، وكل منهم كان له موقف فمثلًا كان هناك اعتراض من قبل الإخوان المسلمين لأنه كما يعتقدون (لا تولوا حكمًا لامرأة)».[2]

نشاط سياسي

خلال إقامة أبو زيد بجمعية «بنات الأشراف» التي أسستها نبوية موسى، وإثناء دراستها الثانوية تزعمت ثورة الطالبات داخل المدرسة ضد الإنجليز والقصر؛ مما آثار غضب السلطة ففصلت من المدرسة، واضطرت لاستكمال تعليمها بمدرسة الأميرة فايزة بالإسكندرية.[1][7]

شرطة القاهرة تعنف امرأتين شاركتا في الحركة الاحتجاجية على الإنجليز، 26 يناير 1952

تقول حكمت: "قمت في القسم الداخلي للطالبات، الذي أنشأته نبوية موسى، ضمن فعاليات جمعية "بنات الأشراف" التي كانت تترأسها. ومعظم زميلاتي كن من طالبات المدرسة (بنات الباشوات)، والمدرسات إنجليزيات وفرنسيات: فاخترت قسم اللغة الفرنسية، وتزعمت ثورة الطالبات داخل المدرسة، ضد الإنجليز والقصر، مما أثار غضب السلطة، فصدر قرار بفصلي، حتي تمت إعادتي بشرط نقلي إلي مدرسة "الأميرة فايزة" بمدينة الإسكندرية. وبعد حصولي علي "البكالوريا" التحقت بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول، ورشحني طه حسين عميدها لقسم اللغة الفرنسية - الذي أنشئ لأول مرة في ذلك الوقت - بسبب دراسة هذه اللغة، كلغة أولي طوال مراحل الدراسة قبل الجامعية، لكنني طلبت منه أن ألتحق بقسم التاريخ، فبارك اختياري. وبعد تخرجي، عملت في تدريس التاريخ بمدرستي حلوان الثانوية للبنات. وحين ألغي إسماعيل صدقي الدستور، قدت مظاهرة من طالبات مدرستي إلي قصر عابدين.[2][6][9]

وبعد حصولها على الدكتوراة من جامعة لندن عام 1957، تم تعيينها بكلية البنات بجامعة عين شمس، وانضمت في نفس العام لفِرَق المقاومة الشعبيَّة، حتي كانت حرب العام 1956 فبدأت تتدرَّب عسكريًا مع الطالبات، وسافرت إلي بورسعيد مع سيزا نبراوي، وإنجي أفلاطون، ولقد شاركن في كل شيء من الإسعافات الأوليَّة، حتي المشاركة في المعارك العسكريَّة وعمليات القتال ضد العدو. تم اختيارها في العام 1962 عضوًا في اللجنة التحضيريَّة للمؤتمر القومي، وخاضت مناقشات حول بعض فقرات الميثاق الوطني مع الرئيس عبد الناصر حول مفهوم المراهقة الفكريَّة، ودعم العمل الثوري، مما آثار إعجاب الزعيم بها. في أوائل الستينات أصدر جمال عبد الناصر قراراً جمهورياً بتعيينها وزيرة للدولة للشئون الاجتماعيَّة، لتصبح بذلك ثاني سيدة في العالم العربي، تتولي منصب وزير، بعد الدكتورة العراقية نزيهة الدليمي.[3] حولت «أبو زيد» الوزارة إلي وزارة مجتمع وأسرة، ومدت نشاطها لجميع القري والنجوع بالجمهورية بإنشاء فروع للوزارة، ومما أسسته من مشروعات مشروع الأسر المنتجة ومشروع الرائدات الريفيات ومشروع النهوض بالمرأة الريفية، كما قامت بحصر الجمعيات الأهلية وتوسعت أنشطتها وخدماتها التنموية.

وفي 1964 ساهمت حكمت في وضع قانون 64 وهو أول قانون ينظم عمل الجمعيات الأهلية، وعندما وقعت هزيمة 1967، كلفها عبد الناصر بالاهتمام بالرعاية الاجتماعية لأسر الجنود الموجودين على الجبهة المصرية، وحققت نجاحا منقطع النظير. وفي 1969 قامت حكمت بالإشراف على مشروع تهجير أهالي النوبة بعد تعرضها للغرق مما جعل عبد الناصر يطلق عليها لقب «قلب الثورة الرحيم». بعد رحيل عبد الناصر في 1970 م عادت للجامعة للتدريس، وفي السبعينيات اختلفت بشدة مع قرار الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات لمبادرة السلام مع إسرائيل، وشككت في النوايا الصهيونية تجاه الأمة العربية، مما جعلها تتلقي أبشع التهم والاتهامات وتم وضع أملاكها تحت الحراسة أو مصادرتها وإسقاط الجنسية المصرية عنها، وسافرت خارج مصر وصارت لاجئة سياسية لعشرين عاماً.[1][2][5] كان لحكمت دورًا كبيرًا في حرب الاستنزاف، فتقول":"كنت أذهب مع الفنانين أمثال نادية لطفي وأحمد مظهر وصلاح ذو الفقار وكانوا يتمتعون بالشهامة، عندما قُتل الفريق عبد المنعم رياض في حادثة في 9 مارس 1969. والحقيقة أن حرب الاستنزاف لم تأخذ حقها ووضعها في تطور التاريخ فهي التي مهدت لحرب أكتوبر. والفريق محمد فوزي هو الذي بني القوات المسلحة من الصفر واستعان بخريجي الجامعات حتي يكون هناك كوادر واعية ومدربة".[2]

إسقاط جنسيتها في عهد السادات

كامب ديفيد

عندما وقع الرئيس السابق محمد أنور السادات اتفاقية كامب ديفيد اعترض جميع المثقفين على هذا ومنهم حكمت أبو زيد. فبعد عودتها للجامعة للتدريس بعد رحيل جمال عبد الناصر في العام 1970، اختلفت بشدة مع قرار الرئيس السادات لمبادرة السلام مع الكيان الصهيوني، وشكَّكت في النوايا الصهيونيَّة تجاه الأمة العربيَّة، مما جعلها تتلقى أبشع الاتهامات. وفي هذا الوقت حدث النفي وسافرت حمت وزوجها إلى ليبيا بعد مبادرة عام 1975 للعمل وكانت تعود لمناقشة رسائل الدكتوراه للطلبة. وفي حوار لجريدة نصف الدنيا عام 2011، قالت فيه أنه «لم يحدث حرمان من الجنسية». وأن ما حدث هو «أنهم لم يعطوني جواز السفر المصري وكانوا يريدون أن يعطوني وثيقة فرفضت وكنت أسافر بالجواز الليبيي». ظلت حكمت خارج مصر لمدة عشرة سنوات. وتقول: «سعدت عندما عدت في التسعينيات واستقبلني وزير الداخلية في قاعة كبار الزوار بعد صدور قرار من مبارك بعودتي لأرض مصر في 2 مارس عام 1992».[2][6] أصدرت المحكمة العليا قرارها بإلغاء الحراسة على ممتلكاتها، وحقها في حمل جواز السفر المصري والتمتع بالجنسيَّة المصريَّة، وفور علمها بذلك قرَّرت العودة لمصر إلي أن توفيت في 30 يوليو 2011، عن عمر يُناهِز الـ 89 عامًا.[3][5] منح معمر القذافي حكمت نوط الفاتح العظيم من الدرجة الأولى، فيما منحها الملك الحسن الراحل ملك المغرب سيفه الذهبي النادر رغم أنه لم يكن يمتلك سواه.[5] ثم أصدرت المحكمة العليا قرارها بإلغاء الحراسة على ممتلكاتها، وحقها في حمل جواز السفر المصري والتمتع بالجنسيَّة المصريَّة، وفور علمها بذلك قرَّرت العودة لمصر إلي أن توفيت في 30 يوليو 2011، عن عمر يُناهِز الـ 89 عامًا.[3][5]

أفكارها

ثورة 1919

مظاهرات ضد الاحتلال البريطاني، 1919

في حوار لمجلة نصف الدنيا، أكدت حكمت أبوزيد أن «ثورة 1919 كانت ملهمة لعصر التنوير؛ فكبار المفكرين بعثوا الحياة الثقافية والتعليمية به أمثال طه حسين وأحمد لطفي السيد بل إن كثيرين من رجال هذا العصر كانوا فلتة من فلتات الزمن».[10]

فترة الاحتلال

تقول حكمت: "في الحقيقة كانت فترة غنية بالوطنية وحبنا لمصر كنا هناك وأذكر الكثيرين منهم الدكتور حامد عمار شيخ التربويين والدكتور أحمد أبو زيد، وهي مجموعة متوهجة بحب مصر. كنا هناك سفراء لبلدنا ننادى بالاستقلال وكنت في الحقيقة أنادى به منذ كنت طالبة بالثانوى في مدرسة حلوان الثانوية وكنا ننادى «يسقط هدر.. يسقط هدر وزير خارجية بريطانيا ومنها. كنا أصحاب مبادئ وقيم ورسالة نسعى لتوصيلها كان العلم والتعلم هو هدفنا في الحياة كرجل وامرأة معاً.[10]

عبد الناصر

ترى حكمت أن "جمال عبد الناصر وضع الأسس لقيام الجمهورية وجذور التغيير المستمر للمجتمع المصري وكذلك وضع جذور الثورة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وأيضا السياسية ومجموع هذه الأشياء تم وضعها في نهاية عام 1962. وتماشيًا مع مبادئ الثورة وفيما بعد الميثاق الوطني عام 1962، أخذنا فيما بعد علي إنه لابد من تحرير المرأة من جميع المعوقات التي تحول بينها وبين التقدم ومسايرة الرجال في تطورهم القضائي والتشريعي.[2]

محمد أنور السادات

تقول حكمت: «السادات لم أعش فترته كلها في مصر وأري أن حرب أكتوبر إذا لم يكن يسبقها النكسة وبناء الجيش من نقطة الصفر حتي استطاع أن يقيم حائط الصواريخ أو بناء الطيران وحرب الاستنزاف لم نستطع تحقيق النصر».[2]

مبارك

تقول حكمت: «أما زمن مبارك فهو الزمن الصعب وأصعب الأزمنة التي يمر بها هذا العهد لأنه كان هناك زمرة من المشاكل وتراكم للصعوبات مع الزيادة في احتياجات الناس وخصوصا ما يهدد أمن مصر القومي باعتبار أن ما حدث في الإسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية شيء فظيع وهذا يهدد أمن البلد ووحدة الشعب مع بعضهم البعض وهذا إلي جانب صعوبات أخرى كتلك الموجودة في التعليم كما يجب علي الحكومة رسم ووضع إستراتيجية ومشروع قومي ليلتف الناس حوله وهذا يستلزم من كل فرد من الأفراد أن يتعاون لتحقيق الإنجازات».[2]

ثورة الخامس والعشرين من يناير

في حوار أجرته حكمت مع مجلة نصف الدنيا في عام وفاتها، تساءلت في بداية حديثها قائلة: «ألم يكن يعلم الرئيس السابق محمد حسني مبارك بكل هذا الفساد وهل كان آخر من يعلم برغم أن معه كل السلطات التنفيذية والقضائية والعسكرية والتشريعية ويستطيع بجرة قلم أن يلغي قوانين ويضع دستورًا جديدًا وأنا أقول إن السلطة مفسدة والمبالغة في هذه السلطة أيًا كانت استبدادية ولكنها في واقع الأمر تفسد الإنسان ليجد نفسه إمبراطورًا علي فرد ولا أحد يقول له لا؟». وتضيف: «النفاق الشديد وعملية تكميم الأفواه فلا يستطيع أحد من المعارضين أن يقول له كفاية بقي وبهذا النفاق أنا لست في موقف أدين مبارك لأن مبارك نفسه الكل يدينه حاليًا. أنا أسأل لماذا تركوه 30 عامًا ولا أحد يتفوه بكلمة واحدة ولذا أتساءل هل هي شجاعة من الشباب أم مدفوعون بدافع من الثورية التي جعلتهم يشعرون بضغط شديد علي قدراتهم وفي الوقت نفسه أقول ما الذي يلام نحن أم حسني مبارك؟». وتسهب في الحديث قائلةً: «كشعب يجب أن نلام أيضًا فنحن كشعب عدد سكانه 80 مليونًا تركنا الحابل يختلط بالنابل وتركناه يفعل ما يريد بنا ومن هنا أقول إن الشباب كانوا أشجع من الشعب كله ووضعوا رقابهم علي أكفهم وقالوا نحن ومن بعدنا الطوفان وعندما يتصور الإنسان أن الحكم كان فعلًا من الورق وأمور كانت من ورق وليسوا أسودًا بدليل أنه بمجرد أن وقعت الورقة التي كانت في أيديهم لم يعرفوا الإجابة وسقطوا والمسألة ليست أن مبارك كان أشجع أم نحن الأجبن.» واختتمت قائلةً: «الثورة أعادت لي شبابي وجعلتني أشعر بالعزة والكرامة لأنني مصرية».[2]

الشباب

وفي الحوار ذاته، قالت حكمت إن الشباب كانوا أشجع من الشعب كله، لكنها دعت الشباب المصري قائلة: «ننتظر حتي يهدأ الجميع ونعرف إلي أين مصر ذاهبة فهل الثورة الشبابية ستفتح لنا جنات عدن أم ستعود بنا إلي الوراء».[2] خلال عرض الرأي في الميثاق الوطني إبان فترة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، قالت حكمت: «حينما يتخرج الشاب لابد أن يكون له أمل وأن يصبح لديه مسكن وعمل».[2]

القراءة

ترى حكمت أن الاستمرار في القراءة والقراءة الجادة والاتصال بكل قضايا ومشكلات المجتمع والتفاعل معها واستفادة الحكومة من ذوي الخبرة في جميع المجالات، يحافظ على ذاكرة الإنسان حيةً.[2]

حكمت أبو زيد في بون

المرأة

لما وقع الخلاف بين حكمت وجمال عبد الناصر أثناء وضع لجنة الميثاق الوطني وكانت حكمت واحدة منهم، خلال عرض الرأي في الميثاق كله، قالت: "إن المرأة فرد من أفراد المجتمع ما ينعم به الرجل يجب أن تنعم به المرأة. والمرأة لابد أن تصعد للأمام وتستطيع أن تشارك الرجل في تحمل كافة الأعباء وأن تزول المعوقات التي جعلتها تتخلف فكلنا أفراد رجل أو امرأة. والمرأة أثبتت أنها عندما نعطيها كل الإمكانات فإنها تثبت أنها قادرة علي تولي جميع المناصب سواء التشريعية أو الاقتصادية أو القانونية.[2] وتكمل د. حكمت الحديث قائلة: «أما والدى هذا الأب الملهم كان يعتبر البنات أحق من الذكور في التعليم ومن هنا كانت لديه روح مجاهدة من أجل تعليم بناته اللائى سبقتن أولاده الذكور في الولادة؛ فلم يسع والدى لشراء أطيان يتركها لنا ولكن هذا الفلتة الطبيعية تنبأ بأهمية تعليم الفتيات وتغلب على الصعوبات الجغرافية وانتقالنا من مدرسة لأخرى بسبب تنقله للعمل بالسكة الحديد في أماكن مختلفة». ولهذا جاء افتخار حكمت كونها امرأة فساهم كثيرًا في نجاحها.[10]

الرجل

تقول حكمت: «الرجل هو المساند لي في جميع خطوات حياتي فوالدي أخذ علي عاتقه تعليمنا لأنه لا ينفع البنت سوي تعليمها كما أن والدي رحمه الله كان مثقفًا وقارئًا للتاريخ؛ ثم زوجي كان كل حياتي فكان بمثابة الأخ والزوج والشريك في الداخل والخارج وظللنا معا 50 عامًا ولم يكن لدينا أبناء فعشنا معًا وحدث بيننا تقارب ثقافي وتوفي عام 2008 مما أثر علي صحتي كثيرًا».[2]

تمثال ابن خلدون في تونس

القدوة

تؤمن أبو زيد بحكمة سقراط «اعرف نفسك بنفسك ولنفسك». تؤمن حكمت بأهمية المثل والقدوة في حياة الإنسان، فتقول: «أسماء فهمي كانت معلمتي في مدرسة حلوان الثانوية وكانت متخصصة في التاريخ وكانت عائدة من إنجلترا بعد حصولها علي الماجستير فلها الفضل في جعل جميع حواسي تتشبع بمادة التاريخ وتخصصت فيه بعد ذلك. وكذلك الدكتور مصطفي زيادة في كلية الآداب تخصص تاريخ، والدكتور العبادي، وكذلك الدكتور حسن إبراهيم أستاذ التاريخ الإسلامي والدكتورة مارجريت فليمنج المشرفة علي في علم النفس الاجتماعي لنيل الدكتوراه في لندن. وأيضا ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع ومن خلال اهتمامه بالتاريخ وتطوره فقد ساهم في تأصيل علم التاريخ. وهو من العلوم الأساسية التي نبع منها علم الاجتماع».[2]

قلب الثورة الرحيم

كان لقب «قلب الثورة الرحيم» نابع من إنجازات عدة حيث حولت حكمت الوزارة من مجرد وظيفة إدارية تنفيذية لتنفيذ القوانين واللوائح، إلي حركة دينامية لخدمة المجتمع والأسرة والطفولة، تقوم بمشروعات التنمية وتحول المجتمعات المتخلفة إلي مجتمعات إنتاجية مثل الأسر المنتجة وهي عبارة عن أسرة تقدم لها ضمانًا اجتماعيًا أو إعانات اجتماعية إلي أن يتحول أفرادها جميعهم إلي خلية نحل تتمكن من إنتاج وتسويق إنتاجها فتصبح قادرة علي تنمية دخلها وبالتالي تستفيد من هذا الدخل. كذلك حولت حكمت المرأة الريفية من مجرد فلاحة تقوم بمساعدة زوجها في الحقل وتربية الماشية لتصبح من الكوادر برغم عدم إجادتها للقراءة أو الكتابة؛ وتصبح رائدة ريفية تقدم خدماتها للأسر الريفية وتختار مشروعات من البيئة وتقوم بتنفيذها مثل الحياكة والكورشيه. وفي عام 1969 أشرفت أبو زيد علي مشروع تهجير أهالي النوبة بعد تعرضها للغرق عدة مرات متأثرة بقول الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر حينما قال لأهل النوبة: «سيكون لكم وطن وسنكون لكم مثل الأنصار للمهاجرين» وترجمت هذه العبارة إلي مشروع كامل في القري النوبية الجديدة ما بين كوم أمبو وأسوان، وحرصت علي نقل النسيج والبنيان النوبي كما كان قبل الغرق.[2]

إنجازات

جوائز

  • منحها معمر القذافي نوط الفاتح العظيم من الدرجة الأولى، فيما منحها الملك الحسن الراحل ملك المغرب سيفه الذهبي النادر رغم أنه لم يكن يمتلك سواه.[5][6]

العضوية بالمجالس

وفاتها

توفيت حكمت عن عمر يناهز 89 عاماً في مستشفي الإنجلو أمريكان نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية بعد معاناة لفترة طويلة مع المرض. وكان قد تم إدخالها إلى المستشفى في أول نوفمبر عام 2010، وظلت بالمستشفى حتى وافتها المنية يوم 31 يوليو 2011".[1][2][6][9][11]

مصادر

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ المصري اليوم، زي النهاردة.. وفاة حكمت أبو زيد أول وزيرة مصرية 30 يوليو 2011، بتاريخ 30 يوليو 2013 نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ الأهرام الرقمي، حكمت أبوزيد: عشنا مساوى مبارك لاننا لم نتكلم لمدة 30 عاما، بتاريخ 9 سبتمبر 2011 نسخة محفوظة 6 أكتوبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ موقع التّجمع القومي الديمقراطي الموحّد، د. حكمـت أبو زيد نسخة محفوظة 11 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح بوابة الأهرام، حكمت أبو زيد.. أول وزيرة بعد الثورة، بتاريخ 24 يوليو 2014 نسخة محفوظة 25 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ جريدة إيلاف الإلكترونية، مصر: وفاة حكمت أبو زيد.. أول وزيرة عربية، بتاريخ 31 يوليو 2011 نسخة محفوظة 13 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ د جريدة وطني، نساء صنعن ثورات :حكمت أبو زيد أول وزيرة في مصر بين التكريم والنفى، بتاريخ 9 يونيو 2013 نسخة محفوظة 5 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ أ ب جريدة اليوم السابع، وفاة حكمت أبو زيد أول وزيرة في مصر والعالم العربى، بتاريخ 31 يوليو 2011 نسخة محفوظة 11 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ مجلة حواء، د. حكمت أبو زيد أول وزيرة مصرية: كنا مجموعة متوهجة بحب مصر، بتاريخ 25 سبتمبر 2010
  9. ^ أ ب ت ث ج بوابة فيتو، حكمت أبو زيد..أول وزيرة عربية، بتاريخ 23 يوليه 2014 نسخة محفوظة 06 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ أ ب ت ث ج ح مجلة حواء، د. حكمت أبو زيد أول وزيرة مصرية: كنا مجموعة متوهجة بحب مصر، بتاريخ 25 سبتمبر 2010 نسخة محفوظة 05 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ جريدة اليوم السابع، وفاة حكمت أبو زيد أول وزيرة في مصر والعالم العربى، بتاريخ 30 يوليو 2011 نسخة محفوظة 11 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.