تل قصرا

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

تل قصرا هو تل أثري من التلال الأثرية في أربيل[1] يقع ناحية عنكاوا التابعة لمحافظة أربيل وبجانب كنيسة ماركوركيس، واكتشف كمعلم أثري لأول مرة عام 1945، من قبل مديرية آثار أربيل ويعود تاريخ التل إلى عهد الآشوريين (911-612) ق.م، وله شكل بيضاوي، وقد قامت جامعة صلاح الدين - قسم الآثار خلال الأعوام (2004- 2008) بإجراء عمليات تنقيب وبحث فيه.[1][2]

التنقيبات في تل قصرا ..

تم اختيار مساحة من الجناح الجنوبي الشرقي للتل للتنقيب الأفقي ، مع مقطع دراسي و مقطع  ثانٍ في الجزء الشرقي لتوضيح وتمييز الأدوار الحضارية . تم الكشف عن اربع طبقات ومجموعة من اللقى الأثرية تدل على ان الموقع كان مسكونا خلال عصور زمنية مختلفة في فترات تأريخية متقطعه.[3][4][5][6] -

اثار معمارية في تــل قــصــرا

- الطــبقـــة الأولـــى : بعد الوصول إلى عمق 1.5م عثر على إعداد من الحصى الكبيرة مع بقايا لموقد بسيط يجاوره أربعة صفوف من أربعة حجارات مرصوفة على نسق واحد وأسس لبناء لم يبق منه شيء ، مع دلائل غير واضحة لكتلة من اللبن ، وربما يعود سبب فقدان هذه الأسس لأنها تمثل الطبقة الأولى والتي تعرضت إلى النهب والتدمير من قبل السكان المجاورين بعد مغادرة ساكني القصر، ومما يعزز هذا الرأي هو ان سمك هذه الأسس 122سم وقياس الطابوق (38×38×5)سم ، وهذا يعطينا التفسير المنطقي لتسميته بالقصر ، ويضاف إلى ذلك ان هذه الأسس وبهذة المتانة تعطينا انطباعا بأنه بناء ذو أهمية في ذلك الوقت ، هذا إذا ما علمنا ان القصور المكتشفة في آشور ليست اكثر متانة من هذه الأسس مما يعزز رأينا بان هذا البناء له علاقة وثيقة بالفترة آلاشورية . اهم معثورات هذة الطبقة تنور قطره 90سم وارتفاع الجزء المتبقى منه 25سم و بقايا مخزنين من الطين لحفظ الحبوب ومخيط من العظم ومِرْوَدٌ عاجي بطول 13سم . بعد الانتهاء من تنقيب الطبقة الأولى وجد اكثر من أرضية اختلفت في مستوياتها عن الأخرى، ربما هذا ناتج عن الترميم المستمر أو بسبب الانحدار للتل . كانت معاثر الطبقة الأولى وملتقطاتها، اقرب إلى العصر الآشوري الوسيط 1365-911 ق.م .

- الطــبقـــة الثـــانيـــــة  : تم الكشف عن وحدتين بناء تتميز بأسس جدران من اللبن نستنتج من سمكها بأنها تعود إلى بناء مهم وكبير ، في قسم منها مقطوعة بسبب القبور الحديثة ، ومبني بعضها فوق أسس من الجص والطين وتميزت بعض الحجارة بأنها كبيرة الحجم بشكل لافت للنظر اذ إنها تعطينا سببا مقنعا بأن هذة الحجارة كانت تعتبر أسسا قوية لبناء ضخم كان يقوم فوقها ، يبلغ حجمها احيانا (30×20×20)سم ، حيث إن بعضها ربما يزن مابين 50-60 كغم . احتوت الوحدة البنائية الأولى ...على بقايا جدار مبني في بعض أجزاءه على أسس من الحصى المخلوط بالطين وبعرض 165سم ومرفقين بناء . أما في الوحدة البنائية الثانية .. فقد كشف عن بقايا ثلاث مرافق بناء ، وعثر تحت أسسها وأرضيتها قناة للمياه الثقيلة ممثلة بمجرى ذو فرعين يلتقيان عند نقطة يصب فيه خارج الدار ، و ينحدران من الجهتين الجنوبية والشرقية.

المجرى الأول معمول بالحصى الكبير ويبلغ طوله في الضلع الجنوبي 135سم ويعلوه ثلاثة صفوف من الطابوق، وتختلف قياسات وأشكال هذا الطابوق ، أما المجرى الثاني والذي يمتد إلى نقطة لقائه بالمجرى الأول ، فقد بلغ طوله المكتشف 220سم ، ان وجود هذا المجرى وبهذة الترتيبة المهمة يعطي الدليل على ان هذا الموقع كانت تستوطنه شخصية مهمة وربما حاكم المنطقة وهذا البناء ربما يكون قصرا كبيرا جرى التجاوز عليه .ما عثر عليه من معاثر الطبقة الثانية ، يمكن اعادة تاريخها إلى العصر الاشوري الوسيط وربما إلى بدايته ونهاية العصر الاشوري القديم الذي يعاصر ويقابل العهد البابلي القديم 2000– 1594 ق.م.

- الطــبقـــة الثــالثـــة : تم اكتشاف جدران هذه الطبقة في المربعين A-B4 وكانت بدورين ، وقد اظهر التنقيب في المربع 2B. ان الجدران قد نالت عناية خاصة تدعو للتساؤل ، فقد بنيت الجدران باللبن المستطيل (40×26×10) سم ودعمت تلك الجدران بجدار اضافي اقل عرضا ، أسُسُه مشيدة بالحجر . ما عثرعليه من معاثر الطبقة الثالثة يمكن اعادة تاريخها إلى عصر الوركاء (الفترة المتأخرة).

- الطــبقـــة الــرابعـــة  : كانت جدرانها مبنية بالطين الاحمر الصلب ، وبتتبع تلك الجدران ظهر انها تعود إلى بناية دعم ركنها الجنوبي الشرقي ببرج دائري. وقد ارتبطت به إضافة بنائية متدرجة .. بعدها توقفت التنقيبات ، عثرعلى العديد من اللقى الفخارية وادوات حجرية وكسرة من مثقب عظمي صغير.

- فـــــخـــار تــــل قــــصـــرا :  

- فخار عصر العبيد 4500 ق.م  :

عثرعلى كسرة من بدن آنية جؤجؤية الشكل بزخرفتها الهندسية المعمولة باللون الأسود على سطح الفخار الأخضر، وقوام الزخرفة مثلثات متتابعه تحصر بينها معينات صغيرة ، لها ما يناظرها في فخار العبيد .

- فخارعصر الوركاء 3500 ق.م :

عثرعلى أنواع مختلفة من فخار هذا العصر بأنواعه المختلفة في تل قصرا الجرار المزينة بالاطواق البارزة وزينة أفعى بارزة ، والحافات المحززة والمقعرة السطح والمزخرفة بشكل معينات وخطوط شعاعية وكذلك الزخرفة بالدوائر والخطوط  الافقية التي تطوق بدن الاواني الصغيرة .

كان فخار الطبقة الثالثة احادي اللون Monochrome وهذه ميزة من ميزات فخارالوركاء ، كان اللون الجوزي الغامق غالب في التزيين على اللونيين الاسود والاحمر .عثر في الدورالاول على كسرة من جرة متوسطة تفردت بتزينها باللون الاحمر وقوام زخرفها مربعات صغيرة ، وفي الدورالثاني عثرعلى كسر قطعتين جؤجؤيتين اقتصرت الزينة فيها على خط احمر في منطقة الانحراف ، ولم يعرف المنقبون سر الزخرفة بهذا اللون فقط الاحمر وكانت الوفرة في الفخار المطلي Slipped باللون الاحمر والرمادي ويتميز بعضه بكونه مدلوكا بعناية فائقة مما يجعل سطحه صقيلا لماعا Burnished وان اقرب المواقع الشائع فيها هذا النوع من الفخار هو موقع قالينج اغا في اربيل ، وقد تميزت كسرة من هذا النوع بندرتها كسرة خضراء اللون رقيقة المقطع لايتجاوز سمكها 0.2-0.3سم ، فهي من الفخارالمسمى بفخار قشرالبيض Egg Shall Ware .

- فخارعصر السلالات 2800- 2370 ق .م ..

 عثر على العديد من الكسر المزينة بالأطواق البارزة والنقوش المعمولة بالحز التي شاعت في اشور في عصر فجر السلالات السومرية ، وعثرعلى كسرة من حافة حب ، مزينة  بطريقة الباربوتين بشكل أفعى مرقطة تمد رأسها إلى الفوهة ، و حامل جرار فخاري، قاعدته مفقودة ، حافته متموجه ولون فخاره اصفر ، طراز هذه الحاملات عرف في آشور في عصر فجر السلالات الثالث .

وبخصوص مجموعة كسر الأواني ذات الأبدان الجؤجؤية (المقرفصة) الملونة التي عثرعليها في ركام الطبقتين 2-3 المزينة بزخارف هندسية ، كتب د.يوسف خلف " هذه المجموعة ينطبق عليها وصف الفخارالسومري القديم ... وهوالفخارالمتعدد الألوان، يغلب عليه اللون الأحمر ومشتقاته". اما هيئة مجلة سوبارتو المتخصصة بالآثار فكان لها رأي مخالف ، فقد كتبت .. " هذه الطبقات كانت تعود للعصر الخوري – الميتاني ، والفخار المكتشف في هذه الطبقات ينطبق عليها وصف فخار هذا العصر، لأن الفخار المكتشف في كردستان في تلك الفترة كانت تعود للعصرالخوري- الميتاني 1700-1300ق.م. ".[7][8]

فخار العصر الآشوري ...

احتوت ركام الطبقتين الأولى والثانية على نماذج جيدة من فخارالعصرالآشوري القديم والوسيط ، الممتد من 2006 ق.م إلى الالف الاول ق.م . ومن تلك النماذج أجزاء من جرار جيدة الصنعة ، أبدانها بيضوية وقواعدها قليلة التقعر ، وقدور طبخ ذات أبدان كروية وحافة حلقية ، وقد استعملت الأخيرة قبورا للأطفال الحديثي الولادة . كما عثرعلى قطعتين من الفخار تشبهان المزهرية ربما يمثلان حامل للأواني الفخارية وهذان الحاملان قاعديتهما معقودتان والحافات العليا ، معمولة بهيئة متموجة  ، ان قواعد حاملات الاواني ذات النهاية المتموجة التي اكتشفت في تل قصرا ، نجد لها نظيرا في الفخار المكتشف في اشور في الطبقة G التي تعود إلى نهاية الالف الرابع بداية الالف الثالث ق.م.  وقد عثرعلى نظيره في تل كلك مشك.[9][10][10]

انظر أيضًا

وصلات خارجية

وصلة ١

وصلة ٢

مراجع

  1. ^ أ ب Haci، Rifat (13 يوليو 2019). "تــل قصرا الأثـري في اربـيـل". مؤسسة كوردستان الفضائية. مؤرشف من الأصل في 2020-07-28. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-28.
  2. ^ Jehan، Sherko. "Tell Qasra Archaeological in Erbil ( ANKAWA)". مؤرشف من الأصل في 2020-07-28. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  3. ^ 2- يوسف خلف عبد الله الفهداوي ، التنقيب في تل قصرا عنكاوا ، مجلة بانيبال ، العدد 45 ، 2010 ، ص112-124.
  4. ^ 1- فاروق حنا عتوهبي ، عنكاوا في ذاكرة أبنائها ، 2017.
  5. ^ 3- عزيزعبدالاحد نباتي ، تأريخ عينكاوه ،2000 ، ص10- 26 .
  6. ^ 4- حنا عبدالأحد روفو ، لمحة عن تاريخ عنكاوه ماضيها وحاضرها ،2003، ص15- 45 .</ref name="">
  7. ^ 12- دلشاد عزيز زاموا ، كرونولوجيا أربيل 65000ق.م -242م ، انسكلوبيديا اربيل ، 2009، ص534
  8. ^ 8- جيهان شيركو، تل قصرا الأثري في أربيل، مجلة رديا كلدايا، العدد 62,61، 2019
  9. ^ 27- د.نعمان جمعة ابراهيم ، تنقيبات تل كلك مشك ، الموسم الثاني 2011.
  10. ^ أ ب 13- زيدان برادوستي ، دليل قسم الآثار ، اربيل 2013، ص 66-70.