يرجى مراجعة هذه المقالة وإزالة وسم المقالات غير المراجعة، ووسمها بوسوم الصيانة المناسبة.

العمارة في سوريا

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

العمارة في سوريا - تمتلك سوريا تاريخ وإرث غزير في مجال العمارة، يجمع بين طياته ما بين البصمة المحلية والتاثيرات الخارجية لحضارات كثيرة ومتنوعة تعاقب وجودها علي الأراضي السورية مثل الحضارة الرومانية والإغريقية والبيزنطية والفارسية وغيرها، وقد ساعد في وجود هذا التاريخ الطويل والإرث الغزير للعمارة في سوريا عدة عوامل علي راسها الموقع الجغرافي لسوريا والذي جعل منها مسرحاً للعديد من الحضارات والتي تركت كل منها يصمتها في العمارة علي الأراضي السورية.[1]

العمارة البيزنطية في سوريا، تمثل العمارة البيزنطية إحدي المراحل التاريخية المهمة في مسيرة الحضارة المعمارية في سوريا، وساعدها في ذلك عدة عوامل لعل أبرزها موقعها الجغرافي، وقد انتشرت في هذا العصر العمارة الكنسية السورية التي تميزت بمواصفات مختلفة تجمع بين الكلاسيكية والمحلية، والتي تولد عنها فناً معمارياً بمستوى عالمي. والعمارة البيزنطية تعد امتداداً للعمارة الرومانية ليس فقط في بناء المباني وتخطيط المدن بل أيضاً في مجال استخدام مواد البناء النختلفة وتقنية البناء، وفد اتحدت الفنون البيزنطية في أصولها لتكوين عمارة متميزة لمبان دينية وفنون تشكيلية لدين واحد وإن اختلفت في الروح المعمارية والمنظر العام للزخرفة والتصوير حسب طبيعة الموقغ. وقد اسهمت سوريا ليس في تشكيل المسيحية الأولي وأفكارها اللاهوتية فحسب ، بل وبتقلها فنونها إلي بيزنطة أيضاً ، ولأن المسيحية كانت هي الديانة الرسمية للأمبراطورية الرومانية ، لذا فقد كان الطراز البيزنطي في العمارة هو التعبير الرسمي للأبنية العامة والكنائس والأديرة، ويعد الطراز البيزنطي فن من الفنون المعمارية في عصر فجر المسيحية انتشرت بشكل واسع في القسطنطينية والأمبراطورية الشرقية، وثمة تشابه بين معالم العمارة البيزنطية ومعالم الفن الروماني، وأهم هذه المعالم المعمارية: الفتحات ، الأسقف، ولعل أهم ما تميزت به العمارة البيزنطية هو استخدام القباب وأنصافها والأقبية الطويلة والمتقاطعة كما ظهر استخدام المثلثات الكروية تبعاً للتوسع في استخدام القباب، وهناك ثلاثة نماذج للقباب البيزنطية وهي: القبة البسيطة، والقبة المركزية، والقبة المرتكزة علي طبلة، وقد اتخذت الكنائس أشكال معمارية مختلفة منها مستطيلة الشكل أو مثمنة أو صليبية، وعادة ما تتوسطها الساحة المركزية التي تعلوها القبة الرئيسة ، كما تميزت عمارة الكنائس بالزخارف الداخلية ، أما الأعمدة التي استخدمها المعمار البيزنطي فما هي إلا تطور لشكل الأعمدة في العمارة المصرية والأغريقية والرومانية، ومن نماذج العمارة البيزنطية في سوريا: كنيسة آيا صوفيا في القسطنطينية والتي تعد من أروع الأمثلة علي الفن البيزنطي في عهد جستنيان وتعد مفخرة العمارة البيزنطية ، وهناك كنيسة المهد وبنيت علي الطراز البازيليكي واستخدمت الأحجار الضخمة في بناء جدران الكنيسة الخارجية ، وتحتوي علي أربعة صفوف من الأعمدة الضخمة المصنوعة من الحجر، وتنتهي بتيجان من أوراق نبات الأكانتس كما احتوت الكنيسة علي العديد من الفنون كفن الخشب والتصوير الجداري والفسيفساء والأيقونات والرخام، وهناك كنيسة قلب لوزة والتي تعد من أجمل الكنائس التاريخية في سوريا ومن اجمل الكنائس البيزنطية في سوريا ، وقد تأثر بناء كتيسة قلب لوزة بقمة فن العمارة السورية القديمة[2]

العمارة الإسلامية في سوريا، الآثار المعمارية الإسلامية في سوريا كثيرة ولها قيمة تاريخية وحضارية كبيرة، وهي تتنوع ما بين المساجد والتكايا والقصور والحمامات والخانات والبيمارستانات والمدارس والمكتبات ودور التأليف والنشروغيرها من صروح مازالت باقية وشاهدة علي ما قدمته الحضارة العربية الإسلامية للعالم والإنسانية من روائع الفن المعماري، والتي ستظل للابد معجزة من معجزات الحضارة والفن والهندسة المعمارية.[3] والمآثر المعمارية الإسلامية المنتشرة في سورية تدل على مدى الرقي الفني الذي وصلت إليه الحضارة العربية الإسلامية في مختلف عصورها، وتؤكد علي الروح الجمالية التي تعكس حس الإنسان العربي المسلم المرهف وتذوقه للجمال، وتؤكد ايضاً علي أن الروائع المعمارية التي انتجها تقوم علي أسس علمية وتخطيط مسبق ومنظم فالمعماري العربي المسلم كان عارفًا بالطبيعة الجيولوجية والجغرافية للمواقع ومدى تاثير الرطوبة والتهوية والإنارة للبناء...وغيرها. وعند مطالعة أي من الروائع المعمارية الإسلامية في سوريا يتضح كيف استطاع المعماري المسلم ان يجمع في المبني ما بين الضخامة والبساطة والذوق الرفيع، ويجمع بين التصميم الذي يتضمن القيم الوظيفية والقيم الجمالية من خلال العناصر الزخرفية التي تتناسب مع العناصر المعمارية.ومن الخصائص التي تميزت بها العمارة الإٍسلامية في مختلف وظائفها هو التنويع في الزخرفة ومراعاة التناظر وشمول الزخرفة وتغطيتها لكل فراغ فقد استعملت الزخارف النباتية المتشابكة والزخارف الهندسية متعددة الأشكال، ويمكن مشاهدة مثل هذه الزخارف الإسلامية المتميزة في المساجد والمدارس وغيرها، والمسجد الأموي بدمشق خير شاهد علي مدي روعة فن العمارة الإسلامية. وتعد سورية من أعرق حواضر العالم العربي الإسلامي التي لا تزال تزخر بالمباني والعمائر العربية الإسلامية من مختلف عصور الحضارة الإسلامية المتعاقبة وكأنها متحف حضاري حوى من جمال العمران وابداع الفنان ونظم التخطيط وتنوع الوظائف ما يدل علي عظمة هذه الحضارة العريقة.[4]

صور من روائع العمارة الإسلامية في سوريا، من بين اهم الروائع المعمارية التي انتجتها الحضارة الإسلامية في سوريا، المساجد - فالمسجد الجامع في دمشق أول نجاح معماري في الاسلام حيث حقق الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك حين بنى مسجده هذا تطوراً كبيراً في التشكيل والصياغة المعمارية[5]، واضاف عناصر معمارية جديدة لبناء المسجد منها، المئذنة التي كانت مربعة الشكل والمحراب والمنبر والمقصورة وقبة الخزنة. وفي عصر العباسيين أخذت المساجد أبعاداً واسعة وأصبح الشكل المستطيل هو المفضل كما تغير شكل المئذنة إلي الشكل المخروطي الحلزوني، وعندما استولي السلاجقة علي سوريا أحدثوا تجديداً في الحياة المعمارية والفنية وادخلوا المفرنصات لاول مرة كعنصر معماري وزخرقي في آن واحد، وفي العصر الأيوبي طرأ ازدهار وتطور في عمارة المساجد فزاد ارتفاع القباب وتنوعت أشكالها، مع العودة إلي الشكل الأموي المربع للمئذتة. وفي العهد المملوكي بلغت عمارة المساجد وهندستها أبهى مظاهرها ، وملئت المدن السورية وبخاصة دمشق وحلب بالمساجد حيث كثرت فيها التزينات والزخارف كما ظهر الشكل الأسطواني لأول مرة في بعض المآذن في حلب كما في جامع المهمندار وجامع الرومي، وفي العصر العثماني حدث تطور هام في عمارة المساجد حيث يبنى الحرم علي قاعدة مربعة مسقوفة بقبة كبيرة لها رقبة من طابق واحد كثيرة النوافذ، وهذا ما يمكن رؤيته بجامع الدرويشية بدمشق وجامع المدرسة الخسروية بحلب.[6] ونذكر من بين الروائع المعمارية للمساجد في سوريا:

الجامع الأموي، والذي يعد من أعظم مساجد الدنيا واقدمها وأفخمها بناءً، واجملها زخرفة واتقاناً، ويعد من اهم المنشآت المعمارية في الحضارة الإسلامية، اشترك في بناءه عدد ضخم من المهندسين المعمارين والبنائين، واستغرق بناءه قرابة عشر سنين حتي كان فتنة للناظرين ووضعت علي نسقه هندسة الجوامع الكبرى في العالم. وقد حافظ علي عظمة بناءه وروعة زخارفه قرابة ثلاثة قرون ونصف قبل أن يتعرض لمجموعة من الحرائق والزلازل، وإن كان بعد كل حريق أو زلزال يتم إعادة التشييد والبناء مرة أخري ومحاولة إعادة الزخارف إلي ما كانت عليه، الجامع شكله مستطيل بطول 156م وعرض 97م له صحن واسع وتقوم من حوله من ثلاث جهاته أروقة محمولة علي أقواس مستديرة اما جهته الرابعة فمشيد عليها جدار الحرم الذي يبلغ طوله 139م وعرضه 37م. يقسمه رواق قاطع ممتد من الشمال إلي الجنوب إلي قسمين متساويين ، وتقوم في وسط الحرم قبة كبيرة تسمي قبة النسر يبلغ ارتفاعها حوالي 36م، وتغطي الحرم ثلاثة سقوف سنامية الشكل (جملونات) من الخشب تمتد من الشرق إلي الغرب يقطعهما في وسطهما سقف الرواق القاطع، ويوجد داخل الحرم اربعة محاريب (ثلاثة منها قديمة وواحدة جديثة) وهي المحراب المالكي، والمحراب الحنفي، المحراب الحنبلي، والمحراب الشافعي.وللمسجد ثلاث مآذن ، مئذنة العروس وتقوم في وسط الرواق الشمالي، مئذنة عيسى وتقوم في الزاوية الجنوبية الشرقية، المئذنة الفربية وتقع في الزاوية الجنوبية الغربية وهي اجمل المآذن الثلاث. وقد زينت جدران واروقة واقواس الجامع الاموي بالفسيفساء الجميلة، ويمتاز عمل فسيفساء الجامغ الأموي عن جميع الأعمال التصويرية الجدارية الأخري بموضوعه واسلوبه الفني، وتعتبر الواح الفسيقساء في الجامع الاموي من أجمل وأهم الثروات الفنية الإسلامية في سوريا. [7][8][9]

الجامع الكبير بحلب، بناه الأمويون عام 715م ، وتم تشييده علي غرار المسجد الاموي بدمشق فهو تقريباً نسخة منه في مساحته وابعاده ، لكنه لا يضارعه في فخامته وروعته ، المسجد تم ترميمه اكثر من مرة نتيجة الحرائق والدمار الذي تعرض له ، الجامع له أربعة أبواب، وله صحن واسع مستطيل الشكل طوله 79م وعرضه 47م القسم الشرقي والغربي منه له رواق مسقوف ومحمول علي ركائز تشبه ركائز الحرم ، والحرم سقفه محمول علي ثمانين عضادة تتوالي من الغرب إلي الشرق وموزعة علي أربعة صفوف ، ويضم الحرم منبراً مملوكياً رائعاً من الخشب المطعم بالعاج، وتقوم المئذنة في الجهة الشمالية الغربية من الجامع وتعد من أجمل المآذن التي خلفتها العمارة الإسلامية في سورية وهي مربعة الشكل يبلغ ارتفاعها 45م .[10]

وفي عصر الدولة العباسية ، قل الأهتمام بالعمارة في العصر الأول وفي العصر الثاني حيث ظهر ما يسمى بحكم السلاجقة في الشام ، وأهم ما يميز عمائر هذه الحقبة احتواؤها علي أواوين ذات عقد حجرية واسعة علي باحة البناء مفتوحة في جهاتها الأربع أو في ثلاث من جهاتها مع وجود بركة ماء وسط الباحة ، كما أصبحت القباب محمولة علي حنايا ركنية في زوايا الغرف أو علي مقرنصات وشاع استعمال الأقباء ذات العقود نصف الأسطوانية ، وخير مثال علي العمارة السلجوقية في دمشق البيمارستان النوري، وهو يتألف من باحة سماوية أبعادها 20 × 15 مترًا تتوسطها بركة ماء مستطيلة الشكل 7 × 8.5 م وتحيط بالباحة أبنية يتوسطها في كل جهة إيوان وعلي جانبيه غرفتان وكلها مسقوفة بالغقود المتقاطعة. وأبرز ما يميز عمارة هذا البيمارستان الأواوين الموجودة فيه وعددها ثلاثة ، الغربي، والجنوبي، والشرقي. وفي العصر الأيوبي لم تخرج العمارة الأيوبية قي سورية عن اطار العمارة السلجوقية بل كانت استمراراً لها مع إضافات معينة ميزة المرحلة الجديدة، وفي العصر المملوكي أضحت العمارة أكثر كثافة ونذكر من بين عمائر الفترة المملوكية في سوريا ، المدرسة الجقمقية، جامع وحمام التوريزي، وفي الفترة العثمانية انتعش فن العمارة في سوريا عما كان عليه وكانت الحمامات العامة والدور والقصور والجوامع أكثر الأبنية حضوراً ، وكانت السمة المميزة للعمارة العثمانية في دمشق "القبة المركزية" وأهم العمائر في هذه الفترة ، التكية السليمانية وقصر العطم.[11]

مراجع

  1. ^ القاسم, سعد. "سورية (الفن والعمارة في-)". الموسوعة العربية (بEnglish). Archived from the original on 2023-10-01. Retrieved 2023-09-23.
  2. ^ [العلوم الاجتماعية "فن العمارة في العصر البيزنطي في سوريا"]. كلية الآداب - جامعة عين شمس: حوليات آداب عين شمس. ج. 49 ع. عدد ابريل-يونيه. 2021م: 240–261. اطلع عليه بتاريخ 23-9-2023م. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدةتحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدةالوسيط |الأول= يفتقد |الأخير= (مساعدة)، وتحقق من قيمة |مسار= (مساعدة)
  3. ^ احمد فائز الحميصي (1982م). روائع العمارة العربية الإسلامية في سوريه. دمشق: منشورات وزارة الاوقاف في الجمهورية العربية السوريه. ص. 6.
  4. ^ أحمد فائز الحميصي (1982). روائع العمارة العربية الإسلامية في سورية. دمشق: منشورات وزارة الأوقاف في الجمهورية العربية السورية. ص. 9–12.
  5. ^ محمد حسان السراج (2016م). تاريخ العمارة الإسلامية في الدولة الأموية "المساجد في سورية". دار أبي الفداء العالمية للنشر والتوزيع والترجمة. ص. 41.
  6. ^ أحمد فائز الحميصي (1982م). روائع العمارة العربية الإسلامية في سورية. دمشق: منشورات وزارة الأوقاف بالجمهورية العربية السورية. ص. 15–16.
  7. ^ محمد حسان السراج (2016م). العمارة الإسلامية في الدولة الأموية "المساجد في سورية". دار ابي الفداء العالمية للنشر. ص. 98–112.
  8. ^ أحمد فائز الحمبصي (1982م). روائع العمارة العربية الإسلامية في سورية. دمشق: منشورات وزارة الأوقاف بالجمهورية العربية السورية. ص. 18–24.
  9. ^ توفيق أحمد عبدالجواد (1969م). تاريخ العمارة " العصور المتوسطة والأوربية والإسلامية". المطبعة الفنية الحديثة. ص. 282.
  10. ^ أحمد فائز الحميصي (1982). روائع العمارة العربية الإسلامية في سورية. دمشق: منشورات وزارة الأوقاف بالجمهورية العربية السورية. ص. 24–27.
  11. ^ Abdulrahman، Ammar (1 يناير 2009). "العمارة الاسلامية في دمشق". العمارة الاسلامية في دمشق. مؤرشف من الأصل في 2023-10-04.